الجمعة، 24 أكتوبر 2008

السمك المسكوف



تعودنا الجمعة العائلية كل أسبوع بعد صلاة الجمعة, فيجتمع كبيرها وصغيرها على مائدة الغذاء الجامعة والشاملة كل ما أنعم الله به من طيبات المأكل والمشرب الحلال.

ومن سيد المأكولات في مثل هذه المناسبات السمك المسكوف (السمك المشوي على الطريقة العراقية البغدادية الشهيرة) والتي تحضر كما هو مبين بالصور.

كانت هذه الجمعة اللطيفة والبريئة تعقد خارج البيوت في البساتين والمزارع والمنتجعات, والتي للأسف حرمنا منها منذ الأحتلال البغيض عام 2003 م الذي عم علينا وعلى وطننا بسبب سوء حكامنا السابقين وقصر نظرهم ومعاداتهم و تحرشهم بالأهل والجيران ففقدوا حكمهم وأفقدونا الأمن والأمان وبسببهم نذق الآن مرارة أذلال المحتل لنا وتعسفه على يد الحكام المستوردين والذين لا هم لهم إلا هلب وجمع المال.


حرمنا حتى عمل هذا الشواءبالطريقته الشعبية الشاعرية بسبب فقدان الأمن والأمان الذي وفروه لنا بكل فخر ونسوا أن يوفروا الكهرباء فتحولت الأفران الكهربائية في مطابخنا إلى كتل من الأدوات الهامدة لا روح ولا حرارة فيها بعد أن دفع الكثير من المال في إستيرلدها وطرحا في الأسواق بعد أن كانت شحيحة ايام زمان الحكومة المنقرضة, فوفرتها الحكومة المستوردة بحكامها من خارج البلاد ونسيت أن توفر بنفس الروح المشرقة الطاقة الكهربائية أو مستلزماتها.

عفوآ لقد وفروا المولدات الصينية (أم الدفرة) ولكن نسوا ان يوفروا الوقود اللازم لها في بلد النفط والغاز.

على كل حال وللذواقين فقط (ذوي الضرس الطيب) هناك فرق كبير بين طعم شواء السمك المسكوف على الطريقة التقليدية الشعبية وبين شيه في فرن غازي أو كهربائي.

على فكرة الغاز غير متوفر في البلد كذلك.

ما علينا لهم الله!!

[[ فالمسكوف هو أكلة السمك المشوي على الطريقة العراقية, حيث يجلب السمك الحي أو المصطاد حديثا ويشق من جهة الظهر على طول السمكة لغاية رأسها فتفتح ثم تخرج أحشاء السمكة وينظف داخلها بالماء ويرش عليه شيء من الملح, ويشق في جلد السمكة فتحتان أو ثلاثة لمكان تعليق الأوتاد تهيئتآ للشواء]].


[[أفضل أنواع السمك المعدة للمسكوف هي من السمك النهري نوع البني أو القطان أو الشبوط ]] .


حاليا يستخدم سمك الكارب المستورد من دولة مانيمار لأن أنواع السمك الأصلية أصبحت غير متوفرة أو شحيحة حيث يمنع صيدها من نهر دجلة في بغداد لمجاورتها المنطقة الخضراء المشهورة في هذه الأيام وكما هو الحال سابقا لقربها وإشرافها على القصر الجمهوري العتيد.


في ما مضى من أيام كان الكثير من عامة الشعب يعتمدون على سمك الكارب من أنتاج المزارع االعراقية الوطنية لرخص ثمنه فقد وفرته الحكومة المنقرضة لذر الرماد بالعيون ولهدف توفير البروتين واللحوم البيضاء لإبناء الشعب المسكين, أما الحكومة الحالية وبسياستها الحكيمة فقد تبخرت بشكل أو آخر تلك المزاع!!, ولكن والحمد لله متوفر البديل المستورد وبدون أي نوع من الرقابة الصحية والله وحدة يعرف مدى صلاحية للأستخدام البشري فكل شيئ يعتمد على ذمة المستورد والتاجر وطبعآ ذمتهم فوق الشبهات.


[[للشواء توقد نار من خشب الصفصاف على شكل دائري وتوضع أوتاد من الخشب الرفيع بارتفاع يعادل عرض السمكة على المحيط الخارجي لدائرة النار ليعلق السمك المطلوب شيه على الأوتار ليشوى على النار وهي بعيدة عنه أي (بطريقة الإشعاع) ويقوم السماك أو المسئول عن الشي بالسيطرة على النار وقوتها فيقوم بتقريبها أو أبعادها عن حلقة السمك المصفوف, وبعد نضوج بطن السمك يرفع السمك من الأوتاد ويوضع ظهر السمكة على قليل من جمر الخشب لشي جلد السمكة الخارجيٍ]].


free counters



مهند الشيخلي

ليست هناك تعليقات: