
شاعر شعبي عراقي مشهور ولد عام 1861م في جانب الكرخ من بغداد ولذا لقب بالكرخي, تعلم في الكتاتيب ثم اخذ يرتاد حلقات الدرس في مساجد بغداد والكاظميه, عمل مع الشركات الأجنبية آنذاك حيث كان يجهيزها بالمواد الغذائية ثم انتقل ليعمل بالزراعة ففشل فشلا ذريعآ, فعمل بالصحافة فأصدر جريدة الكرخ عام 1927 وقد تأذى بسببها وسجن وسيق الى المحاكم لعدة مرات كما اصدر عدة جرائد أخرى (الكرخي والمزمار وصدى الكرخ ) واستمر في هذا العمل لمدة 16 سنه ليؤسس بعدها مطبعة الكرخ والتي طبع فيها الجزء الأول من ديوانه عام 1933.
دخل دار الإذاعة العراقية عام 1937 وله فيها مقالب كثيرة حيث كان يذيع على هواه مما كان يسبب لنفسه الكثير من المتاعب, فكثيرا ما قطع برنامج بحجة حصول عطل فني وذلك لخروجه على النص المتفق عليه مع الرقيب, ولكونه كان محبوبا من قبل العائلة المالكة التي عاصرها فقد كان الملك فيصل يحب شعره وكثيرا ما كان يقرا له أشعاره ليستأنس بها, كذلك كانت علاقته وطيدة مع الملك غازي بعد رحيل الملك فيصل الذي رثاه الكرخي بقصيدة مشهورة جدا كان عنوانها دمعة الإخلاص:
يا سفينة التايهة وطرها الفلك مات فيصل يا غريب اذكر هلك
*******
مات فيصل مات عزك يا فقير يا عراقي,وبمن بعدة تستجير
من الشدد والنكب وبيوم العسير بعد عينه عاد منهو اليكفلك
لم يدع الكرخي مظهراً من مظاهر الحياة في بغداد دون أن يتناوله بالنقد والسخرية والحماس والمديح والهجاء حتى نال لقب أمير الشعر الشعبي عن جدارة, وتعتبر قصيدة "المجرشة" من أشهر القصائد لما يجيش فيها من المشاعر الإنسانية, (وقد غنى مطرب العراق الأول "محمد القبانجي" أبياتاً منها فزادها شهرة على شهرة ).
ذبيت روحي على الجرش وادري الجرش ياذيها
ساعه واكسر المجرشة والعن أبو راعيها
*******
ساعه واكسر المجرشه والعن أبو السواها
اشجم سفينه البحر يمشي بعكسها هواها
ايصير اظلن يا خلك متجابله انه وياها
كلما يكيرها النذل آني بحيلي ابريها
*******
ساعه واكسر المجرشه والعن أبو اليجرش بعد
حظي يهل ودي نزل والجابفه حظها صعد
سلمت أمري واسكتت للي وعدني بهالوعد
نصبر على الدنيه غصب للحد ونباريها
*******
ساعه واكسر المجرشه والعن أبو راعي الجرش
كعدت يدادة ام البخت خلخالها يدوي ويدش
واني استادي لو زعل يمعش شعر راسي معش
هم هاي دنيا وتنكضي واحساب اكو تاليها
*******
ساعه واكسر المجرشه بسنوني وامشي بيادة
الباب الحوايج حافيه واشكيله حالي كصادة
وانذر نذر كل ثروتي للكيم أو للسادة
بلجي يفك سجني عجل والدعوتي ايلبيها
ومن القصائد المشهورة جدا قصيدة (داود اللمبجي) التي غنى مطرب المقام الشهير يوسف عمر (في جلسة خاصة) أبياتاً منها فذاعت واشتهرت. مع أنها كانت قصيدة بذيئة ماجنة, منها:
مات اللمبجي داود وعلومه كومو اليوم دنعزّي فطومه
يحكلها الفطومه عليه تموت لولا تنام وياه بفرد تابوت
ماتلكي مثل داوود هالعكروت عدها خدمته ياناس معلومه
كان هناك رجلا يدعى سبتي وقد ترائا له انه صار شاعرا كبيرا كالملة عبود وفكر أن يهجو المله وفعلا هجا المله عبود كونها أسرع طريقة للانتشار وبدا له انه سينتشر وسيكون معروفا بهذا العمل. فوصل الخبر للملة فقيل له بان هناك من تحداه وهجاه فسال( منو هذا) ولما قالوا له الاسم استصغر الشاعر أن يرد عليه ببيت واحد فقال:
ردت اتفل على سبتي خفت تتنكس تفلتي
لم يقتنع الملة عبود بموضوع سفور المرأة وكان له منها موقفا وكذلك بوجه كل دعاة السفور لا بل واعتبره انحلال خلقي وخصوصا بعد ظهور بعض الدعوات لخلع الحجاب والذي تبناها البعض [[ ومنهم الشاعر العراقي المشهور جميل صدقي الزهاوي الذي كتب قصيدة شهيرة جاء فيها :
اسفري فالحجاب يا ابنة فهرٍ هو داءٌ في الاجتماع وخيم
اسفري فالسفور صبحٌ بهيٌ والحجاب ليلُ بهيم ... ]]
فكان رده قوياً حيث اشترك في عدة مناقشات حادة على صفحات الجرائد البغدادية مع دعاة السفور وكان له عدة قصائد يرد فيها على هؤلاء حيث كتب قصيدة بعنوان (السافرة) وفي قصيدة أخرى يرد فيها على كاتبة من دعاة السفور معروفة آنذاك باسم (لامعة) جاء بقصيدة (لامعة) منها:
يا اديبه (لمعة) شعري النثرج دافعة
*******
حقج وما من فائدة من عندنا يا سيدة
لازال نفسج رايدة فوتي وبابج واسعة
الما يسوكه مرضعه سوك العصا ما يطبعه
للوطن اكبر منفعه منج وانتي النافعه
يا (لامعة) رب الحسن كومي واخرجي من السجن
فوتي واتفلي بكل دقن من اين انتي فازعه
امشي شجخ يا عاقلة خلي الرجل يطرح كله
زنده بله مرده بله (جبكم) لنا مو طايعه
خرقتي حكم كل مجتهد واقنعتي في فتوى الولد
شكيتي شك ما اعتقد ينركع صارت فاجعه
وين اليبشر (مصطفى) والماي بالجره صفه
تم السفور الشر طفه بشراك صارت معمعه
لقد كان المله عبود عروبيا لا بل أكثر من متعصب للعرب ولطالما تغنى بمدحهم ولكنه أيضا تأثر كثيرا من بعض مواقفهم السلبية فكتب:
ومن (سعد زغلول) مات ذ قلبنه كل الكائنات
بالجبايش جاينات صارت و(راوه و عانه)
ويوم مات (المنفلوطي) كثر همًي وقل قنوطي
موتي ياروحي وشوطي لأن مملؤه رعانه
وعندنا (ريس الوزارة أفزع اوربا انتحاره
بطل (سعدوني ) اعتباره راقي سيد عالي شانه
(بجرايدهم) خبر ذكروا مختصر ازيد م كتبوا
ما اهتموا ما اعتبروا اعتباره بربع آنه
اشارة الى انتحار عبد المحسن السعدون رئيس الوزراء العراقي آنذاك.
أما مع الانكليز فقد كان له التأثير الكبير على الشارع العراقي بقصائده الوطنيه وكذلك بتنظيم المظاهرات ضد الانكليز مما سبب له الكثير من المتاعب منها الاعتقال وإغلاق لجريدته وسيق للمحاكم عدد من المرات (ومرة قطع الانكليز الماء عن مزرعتيه في المحموديه وذلك لإجباره على تركها مما سبب له الخسارة الكبيرة ) مما اضطره في بعض الأحيان للكتابة بصوره غير مباشرة فانطلقت قريحته الشعرية على السنة الحيوانات كما في قصيدته الهر والجريدية [[ كما في أفلام كارتون والت دزني (توم و جيري)]], كما في القصيدة التالية التي كتبت ابان المجلس التأسيسي الأول الذي صادق على المعاهدة الأولى مع الانكليز.
قصيدة (الهر والجريدية)
انظر الى الهر الدِرج سيدية براسه و افترس جمله جريديه
*******
صادف يوم هر ايجول وسط الدار يترقب الفرصه يريد يكنص فار
ذاك اليوم متوفق بقى محتار واتاثر رجع مفلس بتاتيه
بعد ذلك كطع عقلة وفكره يشوف في بيت(الكِلر) يدخل يحب يطوف
مٌجرد أن دخل حالا رجع مخطوف من شوقه وفكره يشوفله نيه
جريديه وينظرون الاكل الوان فرصه يشاهدون وحاصل اطمئنان
ليل انهار يرعون وحقيقه سمان صار الجرذي ذيله اوكيه
والحاصل نحب نرجع على البزون حب ايصيدهم بالمحيلات ايكون
لف سيديه علك سبحه هالملعون طب حالا البيت ( الكلر) دفعيه
اخذ يضرب ركع والوِتر صلى مليح ويجر الوِرد يستعمل التسبيح
يقره ادعيه ويستحرم من الريح يسجد الف ركعه الشيخ ليليه
جريديه وشافا هر هالمساكين للغايه انزعجو بقوا مبهوتين
اكبر كل عداوه ويه البزازين هذي مساله طبعا قديميه
عقدوا مجلس وعملوا الراي ابسر فد مندوب منهم يرسلوه للهر
يكشف هالقضيه مبشر ومنذر ويرجع عالاثر يخبر الجمعيه
رجع واذا بالجرذي اقبل ليه يدعدغ بيه عصه ويفرك ابرجليه
و رد كرصه باذنه وشرمخه بايديه قطعا محترك ويدك خليليه
رجع حالا الربعه وانطه معلومات أن الهر سيد افخر السادات
عضيته وشرمخته تره دفعات ابدا يا جماعه معترض بيه
حالا واذا ردوا على المندوب هر يصير قابل يصطلح ويتوب
للتاكيد اخذ نائب معاك اينوب يعني ثنينكم صيروا فدائيه
اني منزوي سيد من الابرار جايز من اكلكم مني اخذوا الثار
اضرب ركعه ياجاويد ليل نهار اصلي شوفوا كصتي شلون مجويه
الى آخر القصيدة حيث ادخل الهر كل الجريديه دفعة واحدة في التنور فأصبحوا وجبة دسمة له وهذا ما اعتقده المله بما يعمله الاستعمار بالعراق.
وله قصائد أخرى كثيرة منها:
الكونية
مهازل الانتخابات
مذكرات خجة خان
هذا اليوم ال جنه نريدة
قطار سامراء
شنهو السبب تنسوني نشرت عام1927 هذه الطقطوقة غناها الكبنجي
يا ولد يابو السدارة نشرت عام 1936 وقد غنيت وملئت الاسطوانات
الحبيب الهاجر نشرت عام 1936 غناها الكبنجي
المايزور السلمان عمرة خسارة نشرت عام 1931 ولكن بموضوع سياسي تحورت فيما بعد وغناها الكثير منهم عفيفة اسكندر
نور بوجنتك لو نار غناها الكبنجي
[الموضوع مجمع و محرر بشيء من التصرف]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق