السبت، 13 مارس 2010

حسن الظن





حسن الظن


قصة الصبي و النادل

في يوم ما، دخل صبي صغير ذو العاشرة من العمر محل لبيع وتقديم المثلجات,

كان المحل مزدحم بالزبائن.

جلس الصبي على أحدى الطاولات, وجاء النادل بقدح ماء بارد ووضعه أمام الصبي و سأل الصبي عن طلبه.

فسأله الصبي: (بكم هو ثمن كأس المثلجات المخلوطة بالفستق الحلبي المبروش ).



أجابه النادل: بألف وخمسمائة دينار.

أخرج الصبي محفظته الصغيرة من جيبه وأخذ يعد ما فيها من أوراق النقود ذات الفئات الصغيرة.

سأل الصبي النادل ثانية: (عمو، وبكم كأس المثلجات العادي, بدون الفستق؟).


في هذه الأثناء، كان المحل يزداد ازدحاما بالزبائن!

وهناك الكثير من الزبائن ينتظرون خلو طاولة ما للجلوس عليها.

بدأ صبر النادل في النفاذ من هذا الصبي، وأجابه بفظاظة : بألف ومائتان وخمسون دينار.

عاد الصبي يعد نقوده ثانية، وقال : (عمو سآخذ كأس المثلجات العادي و بدون الفستق).

ذهب النادل مسرعا وجهزه بالطلب ، ووضع قائمة الحساب على الطاولة، قائلا له بسرعة خلص!! ... وذهب!

أنهى الصبي تناول كأس المثلجات، و ترك قيمة قائمة الحساب على الطاولة بين دفتي مغلف بلاستيكي، وغادر المحل مسرعا.


عندما فطن النادل إلى مغادرة الصبي للمحل

هرول خلفه إلى خارج المحل ليلحق به ولكن الصبي كان قد اختفى في زحام الشارع.

وأخذ النادل يتمتم مع نفسه هرب الملعون دون أن يدفع ثمن ما تناوله!!

وعندما عاد النادل إلى الطاولة لتهيئتها للزبون التالي فوجئ!!

لقد وجد بجانب قائمة الحساب، ما مجموعه ألف وخمسمائة دينار ستة وريقات من العملة ذات الفئة مائتان وخمسون دينار!

مستحيل ؟!!

وامتلأت عيناه بالدموع!!

لقد ظلم هذا الصبي بدون وجه حق

لقد حرم هذا الصغير نفسه من شراء وتناول

كأس المثلجات المخلوطة بالفستق الحلبي المبروش المحبب لنفسه، حتى يوفر مائتان وخمسون دينار بخشيش لإكرام هذا النادل الفض و السيئ الظن.

لقد تعلم هذا النادل الفض درسا غالي الثمن

وهو

بأن لا يستخف بأي أحد، بعد هذه التجربة القاسية,

حتى لو كان صبيا صغيرا

فأن الدرس الذي كان عليه أن يعرفه سابقا - تعلمه على يد صبي صغير وهو أن عليه أن يحسن الظن بالآخرين ويخدمهم بإخلاص واحترام حتى لو كانوا أطفال.





مهند الشيخلي .... muhannad alsheikhly


--- --

ليست هناك تعليقات: