زيادة الطين بله
خطر الكوارث الطبيعية المحدق بالعالم هذه الأيام – وحالة سد الموصل (سد صدام) من خطر التصدع و الانهيار.
لا يكفي العراق ما هو به من مشاكل وضياع حتى تطلع علينا الأخبار باحتمال انهيار سد الموصل ( أكبر خزان مائي في العراق) , لقد سمعنا سابقا بأن هناك تصدع بالسد وكان قد عولج , ولكن تعود الأخبار من الواشطن بوست في أمريكا بأن هناك تقرير أميركي يحذر من انهيار سد الموصل في أي يوم وغرق نصف مليون عراقي , يا ويلنا كأن هذا كان ما ينقصنا , وكأنه لا يكفي القتل اليومي للعديد من المواطنين وبأسلوب أو آخر.
الذي يهمنا ماذا فعلت الحكومة العراقية إزاء خبر كان قد نشر قبل ثلاث سنوات و الذي جاء فيه :
[[ يواجه أكبر سد في العراق خطر الانهيار الوشيك ما يمكن أن يؤدي إلى تدفق موجات من المياه تبلغ تريليون غالون، يحتمل أن تسبب موت آلاف الناس وإغراق اثنتين من اكبر المدن في البلاد ، وفقا لتقييمات جديدة من جانب فيلق المهندسين التابع للجيش الأميركي ومسؤولين أميركيين آخرين.
و .... ، فان احتمال فشل كارثي لسد الموصل شكل إنذارا لمسؤولين أميركيين ، توصلوا إلى أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى موت ما يصل الى 500 ألف شخص نتيجة غرق الموصل تحت مياه يبلغ ارتفاعها 65 قدما وأجزاء من بغداد تحت 15 قدما ، وفقا لما قاله عبد الخالق ذو النون أيوب، مدير السد.
وفي الوقت نفسه ، فان مشروع إعادة الأعمار الأميركي للمساعدة في دعم السد في شمال العراق قد تميز بعدم الكفاءة وسوء الإدارة ، وفقا لمسؤولين عراقيين وتقرير وكالة إشراف أميركية.
ولم يكن مشروع إعادة البناء ، الذي لا تقل قيمتها عن 27 مليون دولار ، حلا دائميا للمشاكل التي يعاني منها السد.
وجاء في التقرير أن فيلق المهندسين توصل في سبتمبر (إيلول) 2006 إلى أنه « في إطار احتمالات التآكل الداخلي للأساس فان سد الموصل هو السد الأكثر خطورة في العالم , وإذا ما حدثت مشكلة صغيرة في سد الموصل فان الانهيار محتمل»
والجهد الرامي إلى منع انهيار السد قد تعقد بسبب النزاعات خلف الكواليس بين المسؤولين العراقيين والأميركيين حول شدة المشكلة وكم من المال يجب تخصيصه لحلها.
فقد أوصى فيلق المهندسين ببناء سد ثان كإجراء آمن ، ولكن المسؤولين العراقيين رفضوا الاقتراح ، مجادلين بأنه غير ضروري ومكلف جدا.
وجرى الجدال إلى حد كبير خارج إطار الرأي العام لأن كلا من المسؤولين العراقيين و المسؤولين في السفارة الأميركية يرفضون مناقشة تفاصيل دراسات السلامة ، التي خصصت لها الحكومة الأميركية ما لا يقل عن ستة ملايين دولار، حتى لا يتسبب في ترويع المواطنين العراقيين.
وكان السفير الأميركي رايان كروكر والجنرال ديفيد بترايوس القائد الأميركي الأعلى في العراق قد وجها في الثالث من مايو(أيار) الماضي رسالة إلى رئيس الوزراء نوري المالكي ابلغاه فيها برأي فيلق المهندسين بالخطر الذي يشكله السد.
*** *** ***
يواجه السد الذي يقع في واد يمتد لمسافة 45 ميلا على نهر دجلة شمال الموصل مشكلة أساسية تتمثل في انه شيد على قمة جبسيه ، تتحلل عندما تتصل بالمياه. وراح المهندسون يعالجون الوضع بعد تشييده أوائل الثمانينات.
وبعد عام 2003 بدأ مسؤولون أميركيون دراسة المخاطر التي يشكلها السد ، و التي قالوا أن العراقيين قللوا من شأنها.
وقال أيوب ، الذي ظل يعمل في السد منذ عام 1983 وظل يديره منذ عام 1989، أن مثل هذا الخزان لا يوجد في أي دولة أخرى في العالم.
وكان أيوب قد بدأ يشعر بقلق خلال العامين الماضيين بسبب المخاطر المحتملة نتيجة ضغط المياه على السد ، وأصدر تبعا لذلك تعليمات بخفض مستوى المياه في الخزان على ألا يتجاوز 319 مترا.
إلا أن تقارير أعدها سلاح المهندسين قد أشارت إلى وجود مخاوف جديدة ، ووصف سد الموصل في سياق عرض قدم كجزء من هذه التقارير بأنه « يفتقر إلى السلامة في كل النواحي » وان « حالته متدهورة باستمرار » وان « الحديث عن انهياره أمر جدي » ، كما أشير أيضا إلى أن الانهيار سيؤدي إلى خسائر كبيرة وسط المدنيين.
وقال أيوب أن مسؤولين أميركيين توجهوا إلى وزارة الموارد المائية وأبلغوا مسؤوليها بأن السد يمكن أن ينهار في أي يوم.
وقال أن التقرير أثار مخاوف حاكم محافظة نينوى مما اضطره الى المطالبة بإفراغ السد من المياه فورا.
وأضاف قائلا انه يتفق مع وجهة النظر التي تقول أن انهيار السد ربما يؤدي إلى مقتل 500000 شخص ، لكنه أشار إلى أن المسؤولين الأميركيين لم يقنعوه بأن درجة خطورة انهيار السد عالية ، وأضاف معلقا أن الأميركيين ربما على صواب فيما يتعلق بالخطر ، مؤكدا أن مكتبه يقع في مناطق السهول التي تغطيها الفيضانات.
وأعرب وزير الموارد المائية العراقي ، عبد اللطيف رشيد ، عن اعتقاده بأن درجة السلامة ليست متدنية تماما على نحو خطير ، وانه أكثر ميلا إلى الثقة في مهندسيه أكثر من ثقته في التقارير الأميركية.
وأضاف رشيد متسائلا: « هل سينهار السد غدا؟ لا أستطيع أن أقول ذلك ، ولكن دعونا نأمل في أن نتجنب كارثة ونركز على التوصل إلى حل ».
ويشير التقرير الذي كان مقررا نشره أمس إلى أن مكتب المفتش العام المشرف على عمليات إعادة الأعمار في العراق توصل إلى أن جزءا محدودا من الجهود التي تقودها السفارة الأميركية في بغداد نجح في تحسين مستوى عمل السد.
وكان المكتب قد نظر في عقود بقيمة 27 مليون دولار، إلا أن مسئولا في السفارة الأميركية قال أن التكلفة الكلية للمشروع تبلغ 34 مليون دولار.
وتوصل المكتب إلى أن شركة تركية دفعت مبلغ 635000 دولار مقابل عقد منح لها قبل 19 شهرا لتشييد مستودعات ضخمة لتخزين الاسمنت لم تنجز الكثير من العمل في هذا المشروع.
وأشار مسؤولون في الجيش إلى صعوبة متابعة الأداء في المشروع بسبب خطورة المنطقة ، وأوضحوا كذلك أن الجهات المعنية أنهت عقود الشركات التي لم تنفذ أعمالها طبقا للشروط، كما اتخذت خطوات لضمان إدارة أفضل للمشروع مستقبلا.
أميت رالي - واشنطن بوست
تاريخ النشر : 2007-10-31 ]]
فما يا ترى حصل على الموضوع من تطورات خلال هذه السنوات الثلاث؟
ما هي إجراءات الحكومة لدرأ هذا الخطر؟
ماهي عليه حالة السد الآن؟
تطلع بين فترة وأخرى متباعدة جدا (على النت) , أخبار صحفية يتيمة تطمئن وبأن حال السد مطمئن و أنه بخير.
ألا يستحق هذا الموضوع من الحكومة المنتهية ولايتها و من وزير الموارد المائية شخصيا أن يخرج على الجمهور عبر محطات التلفزيون و الفضائيات ويطمئنهم , حتى لو كان هو شخصيا مقتنعا 100% بأن وضع السد سليم , فأن الناس لم تعد تحتمل مزيد من الهزات و الإنكار المتعمد لوضع السد من لدن السيد الوزير , فنحن الآن لسنا في حال الآراء الشحصية , هذا مثلا السيد محافظ مدينة أسوان في مصر يخرج للجماهير مصرحا عن حالة سد أسوان بعد زلزال اليوم والذي كان بدرجة 4,5 على مقياس رختر , فطمأن المصريين بأن السد صامد والحمد لله فالسد مصمم لتحمل هزة أرضية بدرحة 8 بأذن الله تعالى , فلتكن لك بذلك أسوة حسنة يا سيدي الوزير , فالمواطن العراقي لا علم له بدرجة تحمل وصمود سد الموصل أمام الزلازل خصوصا وأنه يعاني من مشاكل منذ فترة طويلة وقبل أن تستوزر يا سيدي .
فأن أحداث فيضانات باكستان و انهيار خزان المياه الملوثة في هنغاريا ليست ببعيدة عنا.
فالله خير حافظ وهو أرحم الراحمين
.
مهند الشيخلي ... muhannad alsheikhly
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق