كراماتك يا أنكل سام
أنتشر بالعراق بين مؤخرا باعة متجولون يدورون على المنازل لبيع مواد غالية وثمينة وبعض ما يعرضونه هو من مواد معمرة و استهلاكية.
دق الباب عندما وجد ربة البيت تقوم بكنس باحة الدار الأمامية للدار , وبادرها بسلام عربي واضح منه بأنه غير عراقي وحتى غير عربي , وبعجلة أخبرها بأنه يقوم بترويج بضائع أمريكية أصلية ويعرض عليها بيعه لأحسن ماكنية كنس كهربائية بالعالم , يمكنها أن تكنس الأرضيات علاوة عن تنظيف السجاد و الموكيت , هكذا عرف بنفسه و بعجلة وبشاشة و الابتسامة لا تفارق وجهه.
وقام فورا وأفرغ محتويات كيسين نايلون من القش والأوساخ وحتى روت للخيل و بعرور للخراف ونثرها على الأرضية باحة مدخل الدار.
صعقت ربة البيت من فعلته هذه ولكن ربط على لسناها فلم تعرف كيف تتصرف مع هذا المجنون المتعجل , الذي أضاع به تعبها في تنظيف الباحة.
و أستطرد الشاب قائلا للسيدة بسرعة أنه قادر على تنظيف الباحة بواسطة المكنسة الكهربائية الجديدة والقوية في كبسة زر وفي لحظات وإلا فأنه سينظف الباحة بلسانه ويلم كل تلك الأوساخ التي نشرها!!
هنا هدأ روع هذه السيدة وقالت له , سأجلب لك كأس ماء من المتبقي لدينا منذ يومين ليساعدك في لطع كل هذه الأوساخ , فبفضل الأمريكان ( وأراك منهم) و الحكومات الفاشلة التي نصبوها علينا لا تتوفر لدينا الكهرباء و الماء مقطوع عندنا منذ يومين ونفذ كل ما هو مخزون لدينا , ألم تراني يا أبني أكنس الباحة بدلا من شطفها لو كان عندنا ماءّّ!!
.
مهند الشيخلي ... muhannad alsheikhly
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق