ماذا يعني حذف ثلاثة أصفار من العملة العراقية؟
هل سيحل ذلك مشكلة العملة العراقية و يخفف من مديونية العراق؟البعض يراه شكل من أشكال الترف الاقتصادي، ولن يترتب عليه أية فائدة للاقتصاد العراقي أو المواطن العراقي.
البعض يرى أنه سيسبب إرباكات , والعراق في الوقت الحاضر هو في غنى عنها.
بعض خبراء الاقتصاد يروا بأنه سيكلف ميزانية الدولة مبالغ كبيرة , هي في غنى عن صرفها الآن.
المعارضون يرون بأن رفع الأصفار الثلاث سيكون سببا أو بابا جديدا من أبواب الفساد المالي، خلال عملية استبدال العملة.
أحد مستشاري البنك المركزي يقول بأن مقترح حذف الأصفار الثلاث جاء لأول مرة من قبل الحكومة ولم يكن من لدن البنك المركزي.
بينما يعتقد خبير مصرفي عراقي بان حذف ثلاثة أصفار من العملة العراقية سيؤثر بشكل ايجابي على الاقتصاد العراقي لما سيتركه من تعديل لأوضاع العملة العراقية بشكل عام.
كانت اللجنة الاقتصادية في البرلمان السابق قد حثت البنك المركزي و وزارة المالية على معالجة حالة الترهل النقدي للأموال العراقية من خلال رفع ثلاثة أصفار من العملة.
بينما يرى مسؤول مالي بان عملية رفع الأصفار الثلاثة من العملة لن يؤثر بشكل كبير على السوق العراقية لأن الدينار الواحد الجديد سيعادل ألف دينار حالي.
وردا على رغبة وزارة المالية برفع الثلاثة أصفار فقد طعن بعض اقتصاديون بفاعلية هذا الأجراء , عادين ذلك بأنها خطوة عملية مكملة لمحاولات التي ستسبب بانهيار الاقتصاد العراقي المتهالك أساسا وذلك لسوء الأوضاع الأمنية واستشراء الفساد الإداري والمالي في أغلب مؤسسات ومفاصل الدولة ، و متوقعين بأن ذلك سيساعد في ارتفاع أسعار المواد وبالتالي انخفاض القوة الشرائية , ويروا بأن الحل الأمثل يكون عن طريق فتح باب الاستثمار وإيجاد قاعدة إنتاجية والسيطرة علي الموارد والتخلص من المشاريع الوهمية المنتشرة.
هناك من يعترض على هؤلاء الخبراء ويروا بأنهم ليسوا اقتصاديون عمليون بل يغلب عليهم الطابع الأكاديمي والسياسي , وبأن هذا لا يتفق مع رأي معظم الاقتصاديين في العالم المتحضر , ويستشهدون بذلك عن عدم أنهيار الاقتصاد التركي عندما حذفت أصفار عدة من عملتها و يتساءلون لماذا حقق الاقتصاد التركي نمواًَ هائلاًَ للدولة التركية و للفرد التركي العادي عندما ألغيت تلك الأصفار من العملة التركية , وحيث لا زال الاقتصاد التركي يتمتع بنمو سنوي جيد و هم لا يملكون ما يملكه العراق من موارد النفط !!!
وطبعا جواب على ذلك سهل للغاية وهو أن الحكومة التركية هي حكومة وطنية خلصت بنفسها من براثن السيطرة الخارجية والداخلية المتزمتة.
فالدينار العراقي لا يتحسن حاله إلا بـ:
· بتحسين ورفع الناتج القومي.
· تشغيل المصانع المتوقفة بسبب عدم توفير الكهرباء و الوقود , وتحديثها.
· تشغيل مصانع ومنشئات الدولة والقطاع المختلط التي دمرها المحتل الأمريكي وسياسات الحكومات التي نصبت بعد الاحتلال , وتطويرها وتحديتها وتشغيل الخريجين العاطلين عن العمل.
· خفض مديونية الدولة (وبلدنا للأسف لا يزال مثقلا بالديون السيادية).
· رفع احتياطي الدولة من الذهب والفضة والعملات الأجنبية.
· تحسين الميزان التجاري لصالح العراق والتخلص من مشكلة الاقتصاد الأحادي الجانب المعتمد على النفط أساسا.
· وضع ميزانية سنوية دقيقة ومتابعة تنفيذ الخطط والصرف بدقة بحيث تحق الفائدة منها للمواطن وللبلد.
وهذا بمجمله سيغنينا عن رفع أو حذف الأصفار من العملة العراقية ., فان حلم البعض هو الوصول بالدينار ليعادل الدولار ناسين أو متناسين بان الدينار الواحد كان يساوي أكثر من 3 دولارات إلى أن مسخه صدام حسين بسياسته وحروبه و جاءت بعد ذلك الحكومات المستوردة بعد الاحتلال الأمريكي لتزيد الطين بله بما أتسمت به من سوء أدارة وتبذير و فساد مالي وأداري وروى ضيقة وفشل واضح في تنفيذ الخطط اللازمة لإسعاد المواطن العراقي وعودة المهجرين. ....
فهل سيعي المنادين بحذف الأصفار الثلاث من العملة العراقية ذلك؟
.
مهند الشيخلي ... muhannad alsheikhly

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق