الخميس، 12 يناير 2012

فتاح باشا


فتاح باشا


إلى كم فتاح باشـا نحتاج في الوقت الحاضر للنهوض بالعـراق إلى مصاف الدول المحترمة؟

قد يسأل عجايا وجرابيع هذه الأيام ومن هو فتاح باشا هذا؟ ... وهل بقي باشوات في هذا العصر!!، ألم تقضي ثورة 14 تموز على كل الباشوات ( بل غوغائيوا الأنقلاب العسكري على عهد الخير والوطنية والعز والشرف).
إلى من يريد أن يعرف منهم من هو فتاح باشا؟
وأعتقد أنهم قلة منْ مَنْ يهتمون بمثل هذا الأمر ، فقد هوسوا بالعاطلين خلقيآ من الرموز التي تظهر على الشاشة في هذه الأيام!
فتاح باشا - هو سليمان فتاح باشا المعروف بمصنعه في جنوب منطقة الكاظمية في بغداد والذي أسس في في عشرينيات القرن الماضي ، والتي حاول جربان الثورة ومن تبعهم من حكام طمسها وطمس أسم هذا الصرح الأقتصادي الوطني العراقي في أيام أبنه نوري فتاح باشا.
لقد كان فتاح باشا من أفخر الصناعيين العراقيين في دولة العراق أيام الملك فيصل الأول ، ومن منا نحن الكبار في السن لا يعرف بطانية فتاح باشا التي كانت ولا زالت تدفئنا من برد الشتاء وتكون بساطآ لنا عندما كنا نذهب للتنزه فنفرشها تحتنا تقينا من هوام الأرض ويبوسة التربة.
لقد كانت منتجات معمل فتاح باشا من المنسوجات الجوخية تنافس أفضل منتوجات مصانع مدينة مانشستر البريطانية للمنسوجات ، حتى أصبحت رمزا للصناعة الوطنية ومفخرة له في حقبة القرن العشرين ولغاية وتأميمه في عام 1964 من قبل مجموعة سياسيين العسكريين الحاقدين على كل ما هو وطني بحق.
صورة لبطانية فتاح باشا
ولم تتوقف أعمال عائلة فتاح باشا الخدميه لوطنها عند الصناعة فقط ، فقد أسست شركة المنصور على أيديهم وهي التي قامت بإنشاء مدينة المنصور الحالية والتي تعـدّ الآن واحدة من أرقى أحياء بغداد.
أعود إلى أصل الموضوع ولأجيب على السؤال ببضع كلمات.
أننا نحتاج إلى أثنين فقط من هذه العينة الوطنية الشريفة يتولى أحدهما منصب رئيس البلاد و الآخر رئاسة الوزراء ، والباقي سهل.
وبهذا سيسموا الرأسمال العـراقي ويزدهر ويكثر الاستثمار الوطني بدل تشتت الأموال العراقية بين بعض دول الجوار أو الخليج أو سرقته لتعزز به البنوك الأوربية و الأمريكية صناديقها وتخرجها من أزمتها الأقتصادية.
لقد صَعَبً على حكام اليوم من تبعية الأمريكان من أصدار قانون الاستثمار الوطني فتركوه يراوح منذ نهاية عام 2006 بين دهاليز البرلمان دون أن نعرف سببا وجيها لذلك ، غير أنهم يسعون لمزيد من السرقة والنهب لخيرات العراق وسد آفاق التطور و الرقي أمام المواطنين العراقيين وخصوصآ الشباب منهم ، وتحويل العراق إلى مجرد دولة ريعية تافهة بين الأمم تعيش على عائدات النفط الذي لم يسلم هو الآحر من النهب والسلب والتهريب.
صورة لبعض أعمدة الأقتصاد الوطني العراقي القديم.

الوفد العراقي الى مؤتمر التجارة الدولي 1944
الجالسون (من اليمين): خضوري شكر، نوري فتاح، حافظ القاضي، عبدالهادي الجلبي.
الواقفان: مير بصري، أسكندر أسطيفان.


 دمشق
 2012
مهند الشيخلي ... muhannad alsheikhly

ليست هناك تعليقات: