الاثنين، 24 أكتوبر 2016

ذكريات نفطي

بوست وفيلم شاهدته قبل فليل عن حالة الفقر في العراق البلد النفطي منذ خمسينيات القرن الماضي ، استفزني كثيرا ،، والمني و شحذ ذكرياتي ،،،
انا لم ازور المحافظات الجنوبية ، وزرتها لاول مرة من عمري وانا في اخر سنوات خدمتي الوظيفية في وزارة النفط ، وذلك برفقة فريق نفطي للترويج لل (صناعات الوطنية) ايام الحصار ،،
هالني ما راته عيناي ونحن في طريقنا للبصرة بالسيارة ان اجد اغلب بيوت الناس ان لم يكن جلها عبارة عن صرائف او من الطين واللبن  ، واهلها والناس تعبانين شكلا ومضمونا مع انهم كرماء وابات (وكان هذا واضحا من تعاملهم معنا عندما عطتب سيارتنا التي كانت تقل الفريق)، ،،
لم استطع ان اكبت عواطفي فصرحت بصوت مرتفع سمعني كل الفريق (كيف يمكن لهرلاء التعساء ان يكونوا وطنين ؟ ،، او كلام قريب من هذا على ما اذكر ،،) ،،
عندها حل وخيم الصمت على اعضاء الوفد،، وما ان وصلنا الى دار الستراحة لشركة نفط الجنوب في البريضعية ،، وجلسنا في صالة الاستراحة ، حتى جاءني بعض الزملاء من الوفد كل على حدة يتحدث معي ويهمس في اذني،  وينتقدني اشد النقد على تهوري و كلامي!!،،
(لدرجة خفت على نفسي من تقرير طائر او تايه كما يقال!!)،،
اعضاء الوفد احياء يروقون عدا واحد كان يسكن في دور مصفى الدورة  توفاه الله قبل سقوط بغداد بايام ،،،

يا ترى هل تغير شيء بعد كل  ذلك وعندما وصل المظلومين للحكم ؟؟؟
للاسف ظلموا اكثر ودمروا البلد ونهبوا ماله ،، وليس هذا فقط بل حطوا من شان الموظفين الذين كانوا يمثلون الطبقة الوسطى و المثقفة فاسكنوهم الخراب بشق الانفس !!

ليست هناك تعليقات: