الخميس، 10 نوفمبر 2016

دونالد ترامب X هالري كلنتون

مقالة ملخصة وشاملة لصديقي ناصر قنواتي
ما بعد سبعين يوم من اليوم ؟ .... ناصر قنواتي

وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ .... إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ....

وجدت البعض ضائع خائف من المستقبل بعد فوز الرجل البرتقالي في أمريكا "دونالد ترامب" ... الكل يحسب أن ترامب سيدمر ويحرق ويسبب كوارث وغير ذلك من أمور سلبية وغيرها ....

أقول لمن يؤمن بهذا الكلام وأصبح يهذي من لون البرتقال , أقول له :

أين الله إذاً , أين الله إن كنتم تؤمنون أن كل شيء بيد ترامب أو غيره من حثالة البشر .. لن يحدث ترامب أمراً إلا برضى الله شراً رأيناه أم خير ... توكلوا على الله حق التوكل واعلموا أن كل ما حدث ويحدث وسيحدث هو بإذن رب العالمين وليس بإذن أحد سواه .... وأن ترامب سيكون وسيلة لتنفيذ أمر الله ....

...................................

معظم ما سيذكر ضمن المقال لن تجدوه في وسائل الإعلام التقليدية ...

..................................

لماذا الانتخابات الأمريكية أهم انتخابات في العالم ؟

لأن أمريكا أهم دولة في العالم من نواحي عديدة ...

فهي تمثل 22% من الناتج المحلي العالمي , وأكبر سوق للتجارة العالمية , وجيشها الأقوى على الإطلاق فميزانية الجيش الأمريكي حوالي ثلث ميزانية جيوش العالم مجتمعة ... وفيها أهم شركات العالم وأهم شركات التكنولوجيا , وفيها هوليود التي تسيطر على السينما العالمية متنفس معظم العامة وأحلامهم وثقافتهم ... ومنها تخرج أهم وسائل الإعلام والإعلان العالمية , وهي تنتج أهم البرامج وألعاب التكنولوجيا للكبار قبل الصغار , ومنها جميع برامج تشغيل أي وسيلة تكنولوجية "ويندوز-آندرويد- برامج آبل"... وهي بلد ناسا .. وصاحبة أكبر براءات الاختراع في العالم أجمع , وصاحبة أكبر البورصات العالمية , وهي أكبر دولة مصدرة ومنتجة للغذاء والدواء وغير ذلك الكثير الكثير ....

................................

من يمثل ترامب ومن كانت تمثل كلينتون ؟

أقول لمن حزن على خسارة كلينتون : على من تحزنون ؟

كلينتون تمثل الصهيونية العالمية بقوة .. وترامب وحزبه يمثلون المسيحيين المتصهينين الجدد ... فلا تسعدوا لفوز أحد أو لخسارة أحد ...

وأقول إياكم أن تؤمنوا أن يأتي رئيس لأمريكا معادي لإسرائيل أو الصهيونية .. هذا الكلام إلى اليوم مستحيل "شرحت ذلك بالتفصيل في مقال قديم بعنوان عائلة روتشيلد أعوان الشيطان" ... الكل هدفه إرضاء اسرائيل و اتحاد العائلات اليهودية الأمريكية العالمية ... فلا تحزنوا على أحد ...

وللعلم كانت كلينتون أكثر قرباً لإسرائيل والصهيونية العالمية منها لترامب ... وكانت معظم وسائل الضغط اليهودي الصهيوني العالمي معها وخاصة وسائل الإعلام الداعم الرئيسي لها ...

ولكن شطارة زعماء منظمة ايباك والصهاينة أنهم لا يقطعون أي رابط مع أي مرشح أمريكي .. فلا عاطفة في السياسة ...

كذلك ترامب يمثل العنجهية الأمريكية الحقيقية والرأسمالية الأمريكية بصورتها الحقيقية , ويمثل الأمريكان أصحاب رؤوس الأموال البيض الآريين الإنجلوساكسون .... هذا انموذج واقعي منهم ...

ولكن بالمحصلة كلهم أوسخ من بعض ترامب وهيلاري , ديمقراطيين وجمهوريين , بالنسبة للعرب والمسلمين كما هي صورة البروشور المرفق ... القذارة تلطخهم ....

................................

من هي الدول التي سعدت بفوز البرتقالة ؟

قد يتفاجأ البعض مما سأقوله ولكني سأقول لكم : من سعد بفوز ترامب ليس كما تسمعون في وسائل الإعلام ...

بالنسبة لمنطقتنا , السعودية ودول الخليج على العموم وكذلك تركيا تجد ترامب أفضل بكثير من كلينتون ... فكلينتون كانت ستتابع سياسة أوباما الخارجية تقريباً التي أضرت بمصالح الخليج وتركيا في المنطقة ومع أمريكا , ووصلت لمرحلة أقرب للقطيعة مع أمريكا ...

أما إيران وروسيا وأتباعهما فليستا سعيدتين كثيراً بفوز ترامب بالنسبة لمنطقتنا .. ولا تصدقوا الإعلام ... ما أخذته روسيا وإيران أيام أوباما لم تكونا تحلمان به ... هذه الراحة ستفتقدهما بعد عدة أشهر من تسلم ترامب وإدارته الجمهورية ....

كذلك ادارة ترامب الجمهورية ستسعى لقلب الطاولة على داعش وتتجه لتدميرها ... وهذه كارثة على إيران وروسيا حالياً قبل القضاء على المعارضة السورية والسنة في العراق ... لذلك توقعوا معارك عنيفة جداً في سوريا والعراق خلال هذه السبعين يوم قبل تسلم الجمهوريين الحكم في أمريكا...

................................

هل ترامب سينفذ ما قاله قبل فوزه؟

أقول : أنه سيلتف على جزء مهم مما قاله بشكل أو بآخر فسياسة أمريكا أهم (راقبوا آراء نائبه).. ولكن التغيير سيكون واضح في السياسة الأمريكية ... والخاسر الأكبر من فوز ترامب المكسيك أكثر من غيرها بكثير ...

أما طموحه للاقتصاد الأمريكي فهي ابر بنج للشعب .. أمريكا اليوم ديونها تقارب 17 ترليون دولار , فمن أين سيأتي بالمال ليقوم بانتعاش اقتصادي .. سيسعى لرفع سقف الدين الأمريكي مما يؤدي للتضخم , والتضخم سيؤثر سلباً على النمو .. وبالتالي دخلت أمريكا بنفس سياسة أوباما الاقتصادية ولكن بكلام أفضل , مع مساعدة الكونغرس له في سياسته لأن الجمهوريين سيطروا على الكونغرس والشيوخ وبالتالي لن يكون هناك فيتو على قرارات إدارة ترامب كما كان يحدث أيام أوباما ....

وأقول معلومة هامة :

الرئيس في أمريكا ليس مثله مثل الرؤساء في دول العالم الثالث المتخلف ... هناك مراقبة من وسائل متعددة لحكمه , وهناك قوانين ودستور وادارات وكونغرس وانتخابات وحرية بشكل أو بآخر ... وليس الوضع شوربة متل دول القمع والجهل ... ولا يستطيع الرئيس الأمريكي الالتفاف على الدستور ودائماً الرئيس الأمريكي يسعى لولاية ثانية لذلك يسعى جاهداً لأن يكون ناجح ويخدم بلده من الدورة الأولى ...

..............................

من هي الشركات السعيدة بفوز ترامب؟

دائماً شركات السلاح الأمريكية مع الجمهوريين لسبب ليس كما يقوله بعض المحللين الجهال ؟!

شركات السلاح ليس هدفها فقط تصدير السلاح كما يؤمن البعض ... الدولة الأمريكية هي أهم سوق لشركات السلاح الأمريكية وليس الخارج كما يحسب البعض ...

مثال عن بعض الجهل :

يقول لك بعض الجهال أن دول الخليج والسعودية على وجه الخصوص أهم سوق للسلاح الأمريكي وأن أمريكا فقط هدفها بيع السلاح للخليج بهدف الربح , لأن أمريكا أرباحها من بيع السلاح وغير ذلك من ترهات ... هنا أقول لكم معلومة دقيقة وهي :

منذ 2001 ولغاية 2015 أي خلال 15 عام , السعودية أكبر مشتري للسلاح الأمريكي اشترت من أمريكا سلاح بقيمة 152 مليار دولار وهو ما يعادل أقل من عام واحد على ما تدفعه أمريكا على شراء السلاح الأمريكي ... فمن أهم السعودية ودول الخليج أم سوق الجيش الأمريكي ... طبعاً لا يوجد مقارنة الأساس الدولة الأمريكية لبيع السلاح وليس الخارج ...

وللعلم روسيا مثلاً هدفها بيع السلاح للخارج أكثر بكثير من أمريكا لأن روسيا ليس عندها شيء منافس عالمياً لبيعه للدول سوى السلاح , أما أمريكا فعندها مئات المنتجات المنافسة عالمياً من ضمنهم السلاح ...

ومعلومة أخرى شركة آبل لوحدها تدفع ضرائب للدولة الأمريكية أكثر من جميع شركات السلاح الأمريكي مجتمعين ... فشركات غوغل ومايكروسوفت وآبل دعمهما للدولة مادياً أكثر من شركات السلاح ...

ولكن بسيطرة الجمهوريين الساعين لفرض قوة أمريكا على الساحة الدولية تنشط شركات السلاح , لأن الرئيس الجمهوري دائماً يسعى لإثبات قوة أمريكا أمام جميع دول العالم مما يؤدي لزيادة الميزانية الدفاعية وبالتالي زيادة المشاريع العسكرية , ومنها على وجه الخصوص شراء السلاح لصالح الدولة الأمريكية ... ودائماً سياسات الجمهوريين تؤدي لحروب أكثر من سياسات الديمقراطيين مما يؤدي لنشاط شركات السلاح الأمريكية في الداخل والخارج وزيادة أرباحها ....

ولا ننسى تكاليف حرب أمريكا على العراق وأفغانستان والتي أثرت على الاقتصاد الأمريكي وتأثيرهما إلى اليوم ... ولكن أرباح تلك الحرب كان بجيوب شركات السلاح الأمريكية ....

هذا مختصر لأهم الشركات ولن أدخل بتفاصيل أخرى خوفاً من الإطالة ...

.............................

هل ترامب يمكن أن يدمر أمريكا بسياسته؟

كل شيء ممكن ولا شيء مستحيل على الله سبحانه وتعالى , الله أعلم ما كتبه الله للعالم ....

ولا تنسوا أن هتلر فاز بانتخابات ديمقراطية وكان سبب بتدمير ألمانيا وتقسيمها وفقدها للكثير من أراضيها بسبب جنون عظمته ... ولكن أمريكا تختلف قليلاً فالرئيس صلاحياته أقل من أيام هتلر القائد الأوحد ...

ولكن مع ذلك قد يحدث أي شيء خارج عن أي توقع ....

...............................

فوبيا اللاجئين والمسلمين ؟

من أهم شعارات الحملة الانتخابية لترامب والتي أخذت صدى واسع عندنا هي آراءه بالنسبة للمهاجرين والمهجرين والمسلمين والسوريين ... طبعاً جميع آراءه مضخمة لأهداف انتخابية ... ولمن حزن على اللاجئين السوريين في أمريكا أقول لهم أن نسبة اللاجئين السوريين في أمريكا أقل من واحد بالمية من عددهم في لبنان ... فلا قيمة لعددهم في أمريكا ويمكن لدولة أوربية واحدة أن تستقبل جميع السوريين اللاجئين في أمريكا بسهولة إن أرادت , ولا تصدقوا من يضخمون الأمور أكثر من حقيقتها ...

كذلك ترامب لن يستطيع معاداة العرب والمسلمين هذه ترهات ولا تؤمنوا بهذا الكلام ... الخطورة الأساس على المكسيكان أكثر بكثير من المسلمين والعرب ... وأعتقد أن ادارته تسعى فعلياً لطرد معظم اللاجئين غير القانونيين وهم في معظمهم من المكسيك ودول أمريكا اللاتينية , أي من الكاثوليك في معظمهم وليس من المسلمين ...

أما قصة المسلمين فهي فوبيا انتخابية ...

.................................

هل فوز ترامب مؤامرة ؟

طالما هناك فائز وأمر جلل فهناك مؤامرة .. لا يوجد أسهل من هذا الكلام ... طبعاً هذا كلام الجّهال والعامة ... أعود وأقول كفانا أن ننسب أي حدث لمؤامرة , لو كان كل شيء مؤامرة فأين الله إذاً ... ولا تصدقوا صغار العقول ... وكفانا أن نرجع أي حدث لإسرائيل والماسونية وغير ذلك من ترهات ... زعماء أمريكا مع إسرائيل بدون مؤامرة لأنها تمثل مصالحهم هي ويهود أمريكا , وتعتبر بالعرف الأمريكي الولاية الواحدة والخمسين .. ومصلحة رئيس أمريكا والدولة الأمريكية أهم من دولة إسرائيل ...

.................................

ماذا لو فازت هيلاري اليوم؟

بفوز ترامب تجنبت أمريكا فوضى وأعمال شغب في الشوارع , وفوز ترامب اليوم ساعد على لجم العنصريين الأمريكيين وجعلهم يعيشون نشوة الانتصار ويهدئون , دون أن ينفعلوا هم ومرشحهم ترامب مما كان سيؤدي لكوارث أمريكية وعالمية ...

..................................

هل الخبرة ضرورية لمنصب الرئاسة؟

طبعاً هذا أيضاً كلام بعض المحللين الضيقي الأفق ... فن السياسة عبارة عن ثقافة واسعة بأمور متعددة من يلم بها ويستطيع تطبيقها هو رئيس ناجح , ومن كان غبي وجاهل فهو رئيس فاشل ويدمر بلده....

......................................

هل مصلحة العرب والمسلمين أفضل مع ترامب والجمهوريين؟

كإطار عام أقول نعم ... هم أفضل من إدارة أوباما ومن هيلاري ...

ماذا استفاد العرب والمسلمين من أوباما وسياسة ادارته .. لا شيء ... سوى زيادة الحقد والشحن المذهبي وتدمير عدة دول عربية مع أنه كان قادر على تخفيف الأضرار بعد الربيع العربي , وهيلاري كانت ستتابع نفس السياسة بشكل أو بآخر ...

أوباما سعى بخسة لتحويل الصراع العربي الاسرائيلي إلى صراع سني شيعي ونجح بجدارة ... والسبب غباء قادة إيران الذين حولوا المنطقة لفوضى برضى اسرائيلي أمريكي ... انظروا اليوم كيف أصبحت اسرائيل آمنة مطمئنة , وكيف أصبحت دول المنطقة عبارة عن حروب أهلية وحروب مع محيطها ستستمر لسنوات وسنوات , وأمريكا واسرائيل يتفرجان .... هذا الواقع باختصار حتى لا أدخل بتفاصيل أكثر ...

...................................

من حلفاء ترامب في المستقبل ؟

ترامب له مشروع اقتصادي , ولن ينجح أي مشروع اقتصادي سوى بالمال ... من أين له بالمال ... من الدول التي تملك سندات خزينة بالدولار الأمريكي في أمريكا ... ومن هي هذه الدول ... هي بالدرجة الأولى الصين واليابان والسعودية والإمارات والكويت ... وبالتالي هؤلاء هم أقرب حلفاء ترامب في المستقبل ....

ولو أراد ترامب فعلياً تنفيذ كل ما هدد به في برنامجه الانتخابي فأعلموا أنه على أمريكا السلام ... وأن الفوضى الاقتصادية ستنتشر في العالم أجمع ...

....................................

في النهاية أقول كفى البعض خوفاً من كل شيء ... إن حدث زلزال في فيجي يخافون وإن حدثت حرب بسريلانكا يرجفون ... توكلوا على الله حق التوكل ولا تخشون شيء ... لن يحدث أي شيء إلا بإذن رب العالمين ...

وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ .....

ناصر قنواتي .....

https://twitter.com/nasserkanawat

ليست هناك تعليقات: