الأربعاء، 10 أكتوبر 2018

زواج المتعة

☆ أفتى المرجعُ الشيعي محمد سعيد الحكيم ببغداد سنة 1415-1995 بإباحة النكاح المؤقت (المتعة) لطلاب الجامعات وغيرهم, فناقضه الدكتور محمد محروس المدرس الحنفي وأفتى بتحريمه, فقبضَ الأمنُ عليه وسجنَه.!
فنهضَ في الوساطة لإطلاقه الشيخ رافع الرفاعي مفتي العراق هذا الوقت, فقال له عزت الدوري: إن فتياه هذه تثير على الدولة الفتنة الطائفية! فأجابه الرفاعي وأخرج له صورة فتيا الحكيم بالإباحة وقال: من الذي يثير الفتنة؟!
ولم يكن الدوري عالماً بفتيا الحكيم, ثم أُطلق سراح المدرس.
فأراد الأمنُ القبضَ على الحكيم, لكنَّ الدوريَّ منعهم, وطلب وفداً من أهل العلم لمناظرة علماء الشيعة في المسألة, فانتدبَ الشيخُ عبد الملك السعدي في طائفة من أهل العلم فيهم الرفاعي, وظهر من الشيعة الحكيمُ صاحبُ الفتيا والمدني وآخرون من علمائهم, واجتمعوا في النجف للمناظرة بمحضر الدوري ورجال من الأمن فيهم صبري السعدون, وكان آنذاك ضابط أمن النجف.
فتكلم على المسألة السعدي والحكيم ولم يخرجا بطائل, حتى طلب الشيخ رافع الرفاعي الكلام فأُذنَ له فقال للحكيم: مذ افترقنا سنةً وشيعةً, لم نقنع بقولكم ولا قنعتم بقولنا في المتعة, فالكلام على دلائل المسألة لا يجدي, لكني أسألك: هل تقرُّ بأن للشارع في أحكامه عللاً ومقاصد؟ فقال الحكيم: بلى. فقال الرفاعي: وهل تقرُّ بأن على رأسها الضروريات الخمس التي هي حفظ النفس والدين والنسل والمال والعقل؟ فقال: بلى.
قال الرفاعي: فتياك هذه عامة لكل الرجال والنساء؟ قال: بلى. قال الرفاعي: وهل للمرأة التمتع في وقت دون وقت؟ فقال الحكيم: بل لها ذلك مطلقاً في كل وقت. قال الرفاعي: ولو بعد تمتعها مع الأول بدقائق؟ قال: بلى.
قال الرفاعي: لو قُدر أن كلَّ النساء أو غالبهن عملن بفتياك هذه وتمتعن, وأراد ابنك هذا _وكان شهد المجلس_ أن يتزوج, فهل تزوّجه من امرأة يراها الناس كل خمس دقائق في حضن رجل؟ فصمت الحكيم, فقال الرفاعي: أجبني بالله عليك بصدق. قال: لا والله ولو بقي عزباً.
فقال الرفاعي: ولو عمل بفتياك هذه كل الرجال أو غالبهم, وخطب إلى ابنتك واحد منهم, فهل تزوّجه؟ قال: لا ولو بقيت عزباء لازوج لها.
قال الرفاعي: هل سمعت أن ابنة فلان _وسمَّى قارئاً مشهوراً من قرّاء الشيعة حُكي أن ابنتَه كثيرة المتعة حتى شاع ذلك_ هل سمعت أنه همَّ بقتلها؟ قال: بلى. قال الرفاعي: فهل تقرّه على قتلها, بحيث لو قتلها لايؤخذ بها؟ فقال الحكيم: كل غيور يصنع ذلك.
فقال الرفاعي: فأيُّ فتيا تلك التي ينتقض بها مقصدان كليان ضروريان مما جاء الشارع بالمحافظة عليه, النفس والنسل؟!.
فانقطع الحكيم ولم يحر جواباً, فطلب منه الدوري أن يتراجع عن فتياه بالإباحة, فقال: أمهلوني شهراً حتى أجد للأمر مخرجاً كي لا يتخالج إلى الناس الشك في مرجعيتي, فهمَّ السعدون بقتله, فمنعه الرفاعي وطلب إلى الدوري إمهاله, وانفضَّ المجلس, ولله الحمد
د. فيصل البحر
**(منقول)

ليست هناك تعليقات: