الأربعاء، 10 أكتوبر 2018

أزف الرحيل - قصة من التاريخ الإسلامي

روائع من التاريخ الإسلامى🕌🕌🕌
أزف الرحيل:
قصة في منتهى الروعة لعمر بن الخطاب 👍🏻👍🏻👍🏻

أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه.
قال عمر: ما هذا ؟
قالوا : يا أمير المؤمنين ،
هذا قتل أبانا.
قال: أقتلت أباهم ؟
قال: نعم قتلته !
قال : كيف قتلتَه ؟
قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته ، فلم ينزجر، فأرسلت عليه حجراً ، وقع على رأسه فمات…
قال عمر : القصاص ….
الإعدام
.. قرار لم يكتب …
وحكم سديد لا يحتاج مناقشة.
لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة
شريفة ؟
هل هو من أسرة قوية ؟
ما مركزه في المجتمع ؟
كل هذا لا يهم عمر – رضي الله عنه –
لأنه لا يحابي أحداً في دين الله ، ولا يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ، ولو كان ابنه القاتل ، لاقتص منه …
قال الرجل : يا أمير المؤمنين :
أسألك بالذي قامت به
السماوات والأرض أن تتركني ليلة، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي
في البادية ، فأُخبِرُهم بأنك
سوف تقتلني ، ثم أعود إليك ، والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا.
قال عمر : من يكفل أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ؟
فسكت الناس جميعا ً،
إنهم لا يعرفون اسمه ،
ولا خيمته ، ولا داره ولا قبيلته ولا منزله ، فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليست
على عشرة دنانير، ولا على أرض ، ولا على ناقة ، إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف ..
ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟
ومن يشفع عنده ؟
ومن يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟
فسكت الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه وقع في حيرة ،
هل يُقدم فيقتل هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً هناك
أو يتركه فيذهب بلا كفالة ،
فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ، ونكّس عمر رأسه، والتفت إلى الشابين :
أتعفوان عنه ؟
قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد
أن يُقتل يا أمير المؤمنين…
قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!
فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته
وزهده ، وصدقه ، وقال:
يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله
قال عمر : هو قَتْل.
قال : ولو كان قاتلا!
قال: أتعرفه ؟
قال: ما أعرفه.
قال : كيف تكفله؟
قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ، فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن شاء الله.
قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!
قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين …
فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع أطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم
بعده ، ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل …..
وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ، وفي العصر نادى في المدينة :
الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ، واجتمع الناس ،
وأتى أبو ذر وجلس أمام عمر.
قال عمر: أين الرجل ؟
قال : ما أدري يا أمير المؤمنين!
وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ،
وكأنها تمر سريعة على غير عادتها، وسكت الصحابة واجمين ، عليهم من التأثر ما لا يعلمه إلا الله.
صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد لكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ،
لكن هذه أحكام ربانية ،
لا يلعب بها اللاعبون
ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها ، ولا
تنفذ في ظروف دون ظروف وعلى أناس دون أناس ، وفي مكان دون مكان…
وقبل الغروب بلحظات ، وإذا بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ، وكبّر المسلمون معه
فقال عمر : أيها الرجل
أما إنك لو بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك وما عرفنا مكانك !!
قال: يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك
ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !!
ها أنا يا أمير المؤمنين ،
تركت أطفالي كفراخ الطير
لا ماء ولا شجر في البادية ، وجئتُ لأُقتل..
وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس
فسأل عمر بن الخطاب أبا ذر لماذا ضمنته؟؟؟
فقال أبو ذر :
خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس فوقف عمر وقال للشابين :
ماذا تريان؟
قالا وهما يبكيان :
عفونا عنه يا أمير المؤمنين
لصدقه.. و نخشى أن يقال
لقد ذهب العفو من الناس !
قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته.
جزاكما الله خيراً
أيها الشبان على عفوكما ،
وجزاك الله خيراً يا أبا ذرّ
يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته، وجزاك الله خيراً
أيها الرجل لصدقك و وفائك.
والمسلمون يقولون جزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين
لعدلك و رحمتك….

قال أحد المحدثين :
والذي نفسي بيده ، لقد دُفِنت سعادة الإيمان والإسلام في أكفان عمر !!.

ليست هناك تعليقات: