علم من علماء بلاد الشام :
الشّيخ سليم المسوتي
1248 - 1324 هـ
1832 - 1906 م
شيخ المتوكّلين
اسمه ولادته :
سليم بن خليل الشّهير بالمسوتي ، الدّمشقيّ ، الحنفي ، الأرناؤوطي الأصل ،
ولد في دمشق سنة 1248هـ في محلة العقبة ،
ونشأ في حجر والده .
مشايخه :
قرأ العلوم على مشايخ محلّته ،
كالشّيخ محمّد سعيد البرهاني ( الجدّ ) ،
والشّيخ بكري العطار ،
وأخذ الفقه عن الشّيخ أحمد الحلبي ،
والتّفسير عن الشّيخ سليم العطار ،
والحديث عن الشّيخ أحمد مسلم الكزبري .
والتّصوّف عن الشّيخ محيي الدّين العاني .
مسيرته العلمية :
درّس في جامع التّوبة مدة طويلة وأمّ النّاس فيه وأفاد .
وكان يهتمّ بكتب الحديث كالبخاري الّذي قام بتدريسه .
وأقرأ الفقه الحنفي .
من أشهر تلامذته :
الشّيخ أبو الخير الميداني .
أخلاقه وصفاته :
وصفه الشّيخ النّبهانيّ بقوله :
" رأيت بوجهه من النّور وسيماء الصّلاح والولاية ما يقتضي لمن جعل الله في قلبه شيئاً من فراسة المؤمن بأنّه من أخيار العلماء العاملين والأولياء العارفين "
ووصفه الشّيخ محمد جميل الشّطّي فقال :
( كان من أفراد دمشق صلاحاً وزهداً ، ودعوة إلى الخير والدّين ،
وسيراً على طريقة السّلف ، نيّر الوجه ،
حسن المنظر ، جليل القدر ، مُحَبَّباً للنفوس ،
مشتهراً بالإصلاح بين النّاس ، وكان يغلب صلاحه على علمه )
واشتهرت عنه كرامات كثيرة .
من عجائب توكّله على الله تعالى
من ذلك أنّ سائلاً سأله كساءً في المسجد ،
ولم يكن الشّيخ - رحمه الله - يملك إلّا ما يلبس ،
فما كان من الشّيخ إلّا أن دخل غرفته في المسجد ،
ليخرج حاملاً صايته
وهي أشبه ما تكون
بـ " الجلابيّة " إلا أنّها مفتوحة ،
يُرَدُّ طرف منها على الطّرف الآخر ويقدّمها للسّائل ،
وعندما عاد إلى بيته بعد العشاء ،
وافاه ولده بتسع صايات أهديتْ إليه ،
فما كان من الشّيخ إلّا أن طالبه بالعاشرة ،
وفغر الولد فاه متعجّباً من معرفة أبيه !
إذ كان أخفى عنه واحدة ، استئثاراً بها ،
وخوفًا من أن يوزِّع والدُه الصّايات العشر على أصحاب الحاجات ،
فلا يقع له منها شيء ، وسرعان ما اعتذر عن فعله وهو يبدي تعجّبه من فطنة الشّيخ ومكاشفته !
فقصَّ عليه الشّيخ - رحمه الله - قصة السّائل الّذي سأله ، مردفًا بقوله :
كنت على يقين بأنّ الحسنة بعشرة أمثالها .
ومما ذكره الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله :
في كتابه الذكريات
عن مناقب وتوكل وأعمال الشيخ سليم المسوتي
رحمه الله تعالى :
وكان يوماً في رمضان ،
وكان مجلسه قريباً من باب الدار ،
وكانت مائدة الإفطار قد أعدت ،
ودنا المغرب فقرع الباب فقير يسأل ويقسم
أن أهله في البيت صيام ،
وليس عندهم شيء يؤكل ،
فتلفت فلم يجد حوله أحداً من أهله ،
فتناول طبقاً وبعض الخبز ،
فوضعها جانباً وقال له : أحمل هذا كله .
فحمله فذهب به ودخل النساء فلم يجدن الطعام ،
فسخطن وصحن عليه وتكلمن كلاماً شديداً وهو صامت .
وضرب المدفع وأذن المؤذن من جامع التوبة ،
فإذا الباب يقرع ،
وإذا بألوان الطعام من الحار والبارد ،
والحلو والحامض تدخل عليه .
وإذا القصة أن سعيد باشا شمدين أحد كبار الوجهاء ،
كان قد دعا ضيوفاً فلم يحضروا ،
فأمر بحمل الطعام كله إلى دار الشيخ
فقال أرأيتن مكافأة الصدقة؟.
من دعائه :
اللّهمّ يامن لطفت بخلق السّموات والأرض، ولطفت بالأجنّة في بطون أمّهاتها ،
الطف بي في قضائك وقدرك لطفاً يليق بكرمك وبرحمتك ،
يا أرحم الرّاحمين ، آمين ، يالطيف ، يالطيف .
وفاته :
توفّي رحمه الله تعالى يوم الأربعاء 8 شعبان سنة 1324 هـ ودفن في مقبرة الدحداح .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق