الثلاثاء، 13 نوفمبر 2018

"باتريك بوكنان" و "عتبة بن ربيعة "

مثل "باتريك بوكنان" كمثل "عتبة بن ربيعة " .. فهل من متعظ ؟

لقد سبق و أن خاطب عتبة بن ربيعة في بدايات بعثة محمد صلى الله عليه وسلم زعماء الحجاز آنذاك و دعاهم للاعتراف و الإيمان بما أنزله الله تعالى على محمد عليه الصلاة والسلام ، لكنهم استخفوا بعقله و سخروا منه ، و قللوا من شأن ما قال حتى لا يفتن العرب بقوله ، و كان مما قاله لهم : ( سمعت قولا والله ما سمعت مثله قط ، والله ما هو بالشعر ، ولا بالسحر ، ولا بالكهانة ، يا معشر قريش ، أطيعوني واجعلوها بي ، وخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه ، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم ، فإن تصبه العرب فقد كُفيتموه بغيركم ، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم ، وعزه عزكم ، وكنتم أسعد الناس به ) . و لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ناصحا لهم ولكنهم أبوا و أصروا و استكبروا استكبارا ولم يرعووا حينما قال: ( إن فيهم رجلاً أحمر على بعير أحمر لو أطاعوه لأفلحوا ) بقصد عتبة بن ربيعة .
كان ذلك قبل أربعة عشر قرنا .

و التاريخ يعيد نفسه ؛ فاليوم يؤكد باتريك بوكنان الذي كان مرشحاً للانتخابات الرئاسية الأميركية سنة 1992 في مقال له حول الحرب التي تتزعمها أميركا ضد ما تسميه بالإرهاب تحت عنوان: «هل ستندلع حرب الحضارات» أن «الإسلام غير قابل للتحطيم، وخلص متحسراً بناءً على حتمية مصير أي صراع عقائدي إلى انتصار المد الإسلامي... ولكن لا يمكن أن نقضي على الإسلام مثلما قضينا على النازية والفاشية والروح العسكرالغرب يابانية والبلشفية والسوفياتية. لقد استطاع الإسلام البقاء على مدى 1400 سنة تقريباً كما أنه العقيدة المهيمنة على 57 بلداً، غير أنه غير قابل للتحطيم... من حيث المادة الغرب متفوق، ومهما قلنا فإن التفوق المادي لم يمنع سقوط الإمبراطورية السوفياتية. وإذا كان عامل العقيدة حاسماً فإن الإسلام نضالي حركي بينما المسيحية جامدة. والإسلام ينمو بينما المسيحية تذبل. والمحاربون المسلمون مستعدون لمواجهة الهزيمة والموت بينما يتحاشى الغرب تكبد الخسائر. واختتم مقالته بالقول: «لا تستهينوا بالإسلام، إنه الديانة الأسرع انتشاراً في أوروبا... ولكي تهزم عقيدة فإنك تحتاج إلى عقيدة. ما هي عقيدتنا نحن؟ النزعة الفردية؟»(1).

(1) كتاب في عيون الغرب بتصرف
منقول .

ليست هناك تعليقات: