لا .... أنها حشرة السرعوف الأوركيد الماليزي - أجمل حشرات العالم ومن أغربها
أنها من بديع صنع الخالق سبحانه وتعالى أن جعل لكل كائن ما يميزه ليستطيع البقاء و العيش في بيئته مهما بدى صغيراً وضعيفاً، ولعل أحد أغرب وأجمل طرق البقاء هي قدرة بعض الكائنات على التلون بلون بيئتها ليصعب ملاحظتها من أعدائها أو حتى من فرائسها ، حيث تستطيع تلك الكائنات تقمص ألوان وأشكال البيئة التي تعيش فيها مهما كانت.
في الصور التالية تعكس شكل هذه الحشرة المتخفية و المموهة - أنها حشرة هايمانوبيس كورونيتس التي تعد واحدةً من أجمل حشرات العالم ، وهي أصلا من أحد أنواع حشرة فرس النبي (أو السرعوف) وأسمها التي تعرف به هو فرس الأوركيد الماليزي أو سرعوف الأوركيد.
تتميز هذه الحشرة المدهشة بقدرتها على التخفي من خلال ألوانها فائقة الجمال ، حيث تأخذ أرجلها الأربعة شكل بتلات الأزهار بينما يأخذ جسمها نفس ألوان الزهور المحيطة بها.
توجد هذه الحشرة في المناطق الممتدة من ماليزيا إلى إندونيسيا وخاصةً في غابات سومطرة الاستوائية ، حيث تُفضل هذه الحشرة الأجواء الرطبة الدافئة وهي المتوفرة في تلك المناطق.
صحيح أن شكل سرعوف الأوركيد جميل وأنيق للغاية لكن في الواقع غذائه لا يتناسب مع أناقته وجماله ، فهو يتغذى على الحشرات الصغيرة مثل الذباب بأنواعه والنحل ، وتستطيع السرعوفات البالغة أن تتغذى على أي شيء أصغر منها مثل السحالي الصغيرة أيضاً ، وتُعد هذه الخاصية ميزة كبيرة للسرعوف في المزارع ، لأنه بذلك أفضل وسيلة للتخلص من الحشرات الضارة دون التأثير السلبي على النباتات من خلال كيمياويات مكافحة الحشرات.
لقد لفتت تلك الطريقة الاستثنائية انتباه الصينيين فقام أحد الرهبان في القرن التاسع عشر بابتكار أسلوب قتالي أسماه أسلوب فرس النبي ، حيث استوحى منه حركاته الرياضية من طريقة إمساك فرس النبي بفرائسه وطريقة دفاعه عن نفسه.
من غرائب السرعوف هو أن الذكر يكون أصغر حجمآ بكثير من الأنثى ، حيث يكون حجم الذكر أقل من نصف حجم الأنثى ، تستغل أنثى السرعوف هذه الميزة أسوأ استغلال فبمجرد انتهاء موسم التزاوج تقوم الأنثى باقتلاع رأس الذكر وأكله!!
يظن العلماء أن السبب هو أن رأس الذكر يحوي على الكثير من المواد الغذائية الهامة.
قد لا تلفت انتباهك هذه الحشرة الرائعة لصغر حجمها لكنها هي فعلا من الكائنات المدهشة فهي لا زالت قادرة على إبهارنا بما تفعل.
لنرى كيف تواجه هذه الكائنات الصغيرة الفيضانات المدمرة؟
لقد أكتشف العلماء أنه وبمجرد أن يتسرب الماء إلى داخل مستعمرة أو مستعمرات النمل تقوم هذه الكائنات الصغيرة بإخلاء تلك المستعمرات ، ثم يقومون بالبحث عن أراضي جافة مرتفعة ويتشابكون مع بعضهم البعض لبناء قارب حي بأجسامهم ليطفوا فوق الماء!!
تم إكتشاف هذا التصرف المدهش في نمل النار الذي يعيش في أمريكا الجنوبية ، والذي يسكن في الغابات المطيرة والتي تكون معرضةً دائماً للفيضانات.
فبمجرد تكوين هذا القارب المدهش يمكن أن يبقى النمل بهذا الشكل لأيام وأسابيع وحتى شهور حتى تجف المياه أو يصلوا لأرض جافة!
يستخدم النمل فكه ليمسك ببعضه البعض وليكوّن نسيجاً لا يمكن اختراق الماء له ، حيث يقوم النمل كذلك بحمل الملكة معهم في مكان آمن داخل القارب ويقومون بتأمينها!
اكتشف العلماء هذه الظاهرة الفريدة من خلال إلقاء عدد كبير من النمل مرة واحدة في الماء وتصوير ما يحدث، فكانت النتيجة هي أنه وفي أقل من دقيقتين أنتشر النمل بطريقة شكّلت قارباً حيّاً بأجسامهم.
والمدهش أن العلماء حين قاموا بإزالة النمل الذي في الأعلى واحدة فواحدة لاحظوا أن النمل الذي في الأسفل يصعد مكانه لحفظ إتزان القارب من خلال الحفاظ على سُمكه ومساحة انتشاره!!
يقول العلماء: “أن النمل الذي في الأسفل يكون على علم بعدد النمل الذي يوجد فوقه بطريقة ما” ، وإن كان العلماء لم يعرفوا بعد كيف يستطيع النمل تحديد ذلك!!
ستلاحظون في الصور السابقة والتالية وجود جزء من النمل أسفل سطح الماء ، ولعلكم تتساءلون كيف يبقى النمل هناك هكذا على قيد الحياة؟
وفي ذلك اكتشف العلماء أن النمل أثناء بنائهم لهذا القارب يقوم بتشكيل جيوب هوائية أسفل السطح ليتنفس منها النمل العالق في الأسفل!!
أما عن سر هذا التصرف العجيب فيقول الباحث ناثان موت أن النمل كائن اجتماعي يحتاج لبعضه البعض ، لذا ومع إن عدداً صغيراً يمكن أن يطفو ويحيا وحده إلا أن مستعمرات النمل غالباً ما تقوم كلها بتشكيل قارب واحد لتبقى مع بعضها البعض!
ويقول القائمون على البحث ، أنه وفي أقل من 100 ثانية يستطيع هذا الكائن الصغير بناء قارب دون أي معدات ولا تجهيزات ، ويستطيع هذا القارب حمل مئات وحتى آلاف الركاب من هذه الكائنات وبأمان تام مع وجود جيوب هوائية أسفله!!
غأن النمل يحمل معه أيضاً المؤن والطعام ، يقومون في نفس الوقت بالتجديف لتوجيه القارب!
صحيح أنها كائنات صغيرة لكن أفعالها كبيرة جدآ!!
لقد أكرم الله هذه الحشرة الصغيرة فأفرد لها سورة في القرآن الكريم.
ففي هذه الآية التي نزلت منذ 14 قرن إعجاز علمي بديع لما تحويه من إشارة لوجود لغة اتصال بين النمل ، ولتوضيح مدى قدرته على استشعار الخطر وتنبيه باقي طائفة المستعمرة له ، وهو ما أثبته العلماء بالفعل بعد نزول هذه الآية بمئات السنين!!
لكن هل تعلمون لماذا قالت النملة ” لا يحطمنكم”؟! فكيف تتحطم هذه الكائنات على صغر حجمها؟!!
اكتشف العلماء أن جسم النملة كغيره من الحشرات مُغطى بهيكل خارجي صلب لحمايتها ، وأن هذا الهيكل من الصلابة لدرجة أنه لا ينحني أو ينثني إذا ما تعرض لضغط كبير بل “يتحطم” !!
يحلو للبعض في هذا الزمن الذي كبا فيه العرب أن يُجرّدوا اللغة العربيةَ من أي فضيلة أو مكرمة، وأن يلصقوا بها كل نقيصة أو مذمة، غافلين أو متغافلين عما تتمتع به العربية من مزايا وخصائص، وناسين أو متناسين أنها كانت لغة العلم والحضارة، لا يكاد فن من فنونه يكتب إلا بها، ولا يتعلم إلا بواسطتها، ولا ينشر إلا تحت لوائها.
لقد استوعبت اللغة العربية كل العلوم و الفنون وقدمت للبشرية خير الحضارات ويتناسى الكثيرين بأن الله سبحانه وتعالى أنزل كلامه بكتابه الشريف على نبيه محمد صل الله عليه وسلم باللغة العربية فقال جلوعلا: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء: 195]، وقال: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف: 2], ثم تحدى سبحانه وتعالى كل الخلائق من الإنس و الجن أن يأتوا بمثل هذا القرآن فقال سبحانه: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [الإسراء: 88].
لقد قسر فهمهم عن إدراك و سر و عظمة اللغة العربية فأختارها للإسلام إذ قال: {وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ} [الروم: 22], وفاتهم جمالية اللغة العربية و إمكانياتها الدقيقة و المحددة بالضبط.