القهوة و سكر الدم
هكذا تؤثر القهوة على سكر الدم, فالقهوة هي أكثر من فقط شراب, فنحن نرتشف القهوة لإنعاش أنفسنا في الصباح، و نرتشفها لإبقائنا نشطاء في النهار، ونرتشفها بعد الانتهاء من غذائنا أو عشائنا, وهكذا أصبحت كطقس من الطقوس المقدسة لدى البعض, فالقهوة تقدم احتفاء بالزائر العزيز أو ذلك الزائر الطارئ الذي قدم لبيتنا بدون موعد سابق.
أكثر من 50 بالمائة من الناس يشربون القهوة يوميا, وهناك بعض من شاربي القهوة يرتشفون 3-4 فناجين أو أكواب باليوم الواحد, وهذا قد يعني أكثر من 1,200 فجان أو كوب بالسنة, هذا مما يدعونا إلى أن نعرف فيما إذا كانت القهوة هي جيدة أو سيئة لنا؟
حسنا ...
الجواب على ذلك حقا هو يعتمد على كم من القهوة نتناول؟ .. !!!!
هنا الجواب القصير: قهوة بذاتها هي رائعة لنا, المشكلة هي بالكافيين والإضافات الأخرى للقهوة التي تجعل من الأشياء تنحرف, فأفضل اختيار لصحتنا هو فنجان من القهوة السوداء الخالية الكافيين Un-caffeinated coffee.
لذا ما هو الخطأ في الكافيين؟،,,, فخلاف ما تسببه أحيانا من توتر و نرفزة, فقد كشفت الأبحاث بأن استهلاك حوالي 250 ملغم من الكافيين (وهي الكمية التقريبية التي يحويها كوبين من القوة الغربية) تسبب زيادة صغيرة لكن قابلة للقياس في سكر الدم، وخصوصا عند ارتشافها بعد وجبات الطعام, وهذا الصعود ليس بالضرورة أن يكون خطرا، ولكن هو مهم للناس المعنيين بقضايا السكر في الدم، فلماذا نتعاطى الشيء الذي يمكن أن يؤذينا؟
الجواب على ذلك قد يكون بأن القهوة لها العديد من المنافع الأخرى, على سبيل المثال، القهوة هي المصدر الأول لمانعات التأكسد في طريقة الحمية الأمريكية The American diet و التي تتفوق عن أي من الفواكه مثل التوت أو الخضار, (العديد من أنواع المحاصيل فيها من مانعات تأكسد أكثر مما في القهوة، لكن عموما نستهلك القهوة كطريقة الأكثر لمانعات التأكسد من أي من المحاصيل الأخرى), فكل مانعات التأكسد تلك عرفت بأنها مفيدة لحماية الكبد والقولون، ولتجنب مرض باركنسن ومرض النسيان (الألزهايمر).
إضافة إلى ذلك فأن مكونات الأخرى في القهوة هي مناسبة للمرضى السكري, فالقهوة تحتوي على قائمة طويلة من النبات الطبيعية في تركيبها، وهي المسماة بالأحماض الكلوروجينية Chlorogenic acidsالتي تساعد في خفض مستويات الكلوكوز في الدم, كذلك هي غنية أيضا بمركبات أخرى التي تجعل للجسم مقاومة الأكثر إلى الأنسولين, حيث أثبتت دراسات عديدة بأن القهوة تنزل خطر نوع الثاني من مرض السكر.
في الحقيقة، أن كثير من القهوة يشرب باليوم يعني أقل خطر, فشرب كوب واحد يعني تنزيل الخطر بـ 13 %، و شرب كوبين يعني بـ 32% , وبس!
لكن يجب أن يبقى في الذهن بأن الإضافات للقهوة من قشطه و حليب كامل الدسم وبعض العصائر المنكهة هي الخصم الحقيقي للسكر في الدم, وهي في الحقيقة مكافئة لشريحة من الكعكة ذات السعران الحرارية العالية, وعلينا التذكر بأن القهوة بنفسها ليس بها سعرات حرارية.
فأن كان لا يمكن شرب القهوة سوداء (سادة), فيمكن إضافة الحليب الخالي من الدهن أو بنصف الدهن ولكن يجب تفادي كلا من العصائر المنكهة و السكر المحلي.
الحمد لله بأننا في الشرق الأوسط وفي البلاد العربية متعودين على شرب القهوة العربية المرة أو القهوة التركية (السادة) الخالية من السكر, وبذلك يمكن للقهوة أن تكون صديقتنا الجيدة مدى الحياة.
مهند الشيخلي ... muhannad alsheikhly