زمان

زمان

ماذا يفعل الناس حين تُهاجمهم الكآبة والملل والضيق النفسي ؟

أحسن شيء يستذكرون الأيام الحلوة !!

يوم ولدت كان الجو حار جدا و الشمس كانت أكثر صرامة في التعامل مع الصائمين، حسبما تقول والدتي والثلج لم يكن يخلف من الحر شيئا, وفي تموز من سبعينيات القرن الماضي كنت أعمل مهندس مقيم في مجمع للتركيز وعلي متابعة تنفيذ أعمال التشييد خلال أيام رمضان الصيفي القائظ وهذا العام سيأتي رمضان في أب و سيعيننا الله على تحمل الحر, و نحن بدون كهرباء.

لنكمل ذكرياتنا مع بقية أيام زمان الحلوة.

من زمان .. كان لمغيب الشمس مذاق أطيب و كذلك كانت أخبار الثامنة مساء أخف دماً.

الطرقات كانت أقل ازدحاماً والناس كانوا أكثر التزاما.

كانت أم البيت تمدّ يدها فجراً من خلف الباب لتقدم قدح (استكان) شاي ساخن للزبّال فيأخذه من يدها ويدعو لصاحب الدار بالخير و المال الوفير و الذرية الصالحة.

كنا صباحا نقبل أيدي البابا و الماما و تيته وصديقاتها من عجائز عندما يأتوا لزيارتها و ارتشاف فنجان القهوة معها, ونقول لهم صباح الخير أدعوا لنا.

أجرة الحافلة (باص الأمانة) كانت 15 فلسا, والصحف تنشر كل أسماء الناجحين بالبكالوريا و الكليات وسعر الجريدة كان 15 فلسا كذلك.

كان مرور بائع البوب سايكل و الكي ستك من أهم يومياتنا الصيفية، نهرول للشراء منه.

كان أملنا أن نحصل او نشتري قلم حبر باركر21 بدلا من قلم الحبر التيكو, و نمني النفس بالحصول على أعلى الدرجات لنناله وكذلك نحصل على ساعة أوميكا.

كنا نشرب الحليب الطازج و نأكل اللبن الرائب الذي تجلبه لنا بائعات اللبن وهن في مسيرتهن الإيقاعية إلى السوق و هن يحملن صف علب اللبن الخشبية على رؤوسهن.

مساءا كان برنامج صندوق السعادة (الذي يقدمه فخري الزبيدي) أهم برامج المسابقات وأعلى جوائزه كانت بمبلغ 100 دينار, وكان من أحلى برامج التلفزيون هي البرامج الثقافية للعلامة مصطفى جواد و حسين أمين، وبرنامج البالية المدرسية لمدام لينا والبرنامج الرسم الفني و الفنون الأخرى لنوري الراوي.

العلامة مصطفى جواد و المؤرخ حسين أمين

كانت أغاني صباح على البساطة من أحلى الأغاني, وكانت غمزه "سميرة توفيق" أكثر مشاهد التلفزيون جرأة.

"مجلس النواب" كان حلماً يداعب فكر المواطنين, (فكرهنا الحكم الحالي الذي جاء به الاحتلال الأمريكي أسم البرلمان و مجلس النواب).

هل تبقى كآبة مع كل هذه الأشياء الجميلة؟

عدا موضوع البرلمان و تشكيل الحكومة و حالة الكهرباء والتي أعادت لي الكآبة من جديد!!!

مهند الشيخلي ... muhannad alsheikhly