الأربعاء، 20 مايو 2009

صدقة خالصة لوجه الله تعالى

صدقة خالصة لوجه الله تعالى

أورد قصتي هذه عن التابعي  أحمد بن مسكين وهو شيخ من علماء المسلمين.

فقد كان بزمانه وفي بلدته التي كان يعيش بها ...  رجل اسمه أبو نصر الصياد  يعيش مع زوجته وابنه وهم يعانون من فقر شديد, وفي أحد الأيام وبينما كان أبو النصر يمشى في الطريق مهموما مغموما ً حيث زوجته وابنه يعانيان من الجوع, مر على شيخ "أحمد بن مسكين" وقال له أنا متعب فقال له اتبعني إلى البحر فذهبا إلى البحر، وقال له  صلي ركعتين فصلى  ثم قال له  قل بسم الله فقال  بسم الله. .. ثم رمى
الشبكة فخرجت بسمكة عظيمة.
فقال له الشيخ بعها واشتر طعاماً لأهلك، فذهب أبو النصر وباعها في السوق واشترى فطيرتين
وقرر أن يذهب ليطعم الشيخ منها فذهب إلى الشيخ لأعطاه فطيرة,  فقال له الشيخ
لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة, أي أن الشيخ كان يفعل الخير للخير، ولم يكن ينتظر له ثمناً، ثم رد الفطيرة إلى الرجل وقال له خذها لك ولعيالك.
وفي الطريق إلى بيته قابل أبو النصر امرأة تبكي من الجوع ومعها طفلها، فنظرا إلى الفطيرتين في يده
وقال في نفسه
هذه المرأة وابنها مثل زوجتي وابني يتضوران جوعاً فماذا افعل ؟
ونظر إلى عيني المرأة فلم يحتمل رؤية الدموع فيها، فقال لها خذي الفطيرتين
فابتهج وجهها وابتسم ابنها فرحاً.. وعاد يحمل الهم فكيف سيطعم امرأته وابنه ؟

وبينما هو يسير مهموما سمع رجلاً ينادي
من يدل على أبو نصر الصياد؟
فدله الناس على الرجل.. فقال له  إن أباك كان قد أقرضني مالاً منذ عشرين سنة   ثم مات
ولم أستدل عليه، خذ يا بني هذه الثلاثين ألف درهم مال أبيك
.

يقول أبو نصر الصياد
وفجأة تحولت إلى أغنى الناس  و صارت عندي بيوت وتجارة وصرت أتصدق  بالألف درهم في المرة
الواحدة لأشكر الله.
ومرت الأيام وأنا أكثر من الصدقات حتى أعجبتني نفسي.

وفي ليلة من الليالي رأيت  في المنام أن الميزان قد وضع وينادي مناد
أبو نصر الصياد هلم لوزن
حسناتك وسيئاتك
،  فوضعت حسناتي ووضعت سيئاتي، فرجحت السيئات.


فقلت
أين الأموال التي تصدقت بها ؟ فوضعت الأموال، فإذا تحت كل ألف درهم شهوة نفس
أو إعجاب بنفس كأنها لفافة من القطن لا تساوي شيئاً، ورجحت السيئات وبكيت وقلت
ما النجاة
وأسمع المنادي يقول هل بقى له من شيء ؟ 


فأسمع الملك يقول: نعم بقت له رقاقتان فتوضع الرقاقتان (الفطيرتين) في كفه الحسنات فتهبط
كفة الحسنات حتى تساوت مع كفة السيئات.


فخفت وأسمع المنادي يقول:
هل بقى له من شيء؟ فأسمع الملك يقول: بقى له شيء
فقلت: ما هو؟

فقيل له: دموع المرأة حين أعطيت لها الرقاقتين (الفطيرتين) فوضعت الدموع
فإذا بها كحجر فثقلت كفة الحسنات، ففرحت فأسمع المنادي يقول:
هل بقى له من شيء؟
فقيل: نعم ابتسامة الطفل الصغير حين أعطيت له الرقاقتين وترجح و ترجح وترجح كفة الحسنات
وأسمع المنادي يقول:
لقد نجا لقد نجا
فاستيقظت من النوم فزعا أقول: لو أطعمنا أنفسنا هذا لما خرجت السمكة .

افعل الخير وأكثر منه  ولا تخف ولكن اجعل عملك دائما خالصا لوجه الله تعالى وليس للإعلان في الصحف ووسائل الأعلام.

لقد أمرنا الله بأن تكون صدقاتنا سرية وأن كان الهدف من إعلانها ورفع السرية عنها هو لغرض حث وتشجيع الآخرين للحذو حذوه فلا بأس بالإعلان عنها, ولكن الحذر الحذر أن يكون ذلك للوجاهة وشهوة النفس والإعجاب بها.


free counters



  مهند الشيخلي ....muhannad alsheikhly


 

ليست هناك تعليقات: