الأحد، 8 سبتمبر 2013

الملوخية


الملوخية
الملوخية كما اكتشفها الياباني جانجي تاكانو
أعتقد أن الكتابة في هذا الموضوع وخصوصا أن جاء بناء على رأي أجنبي في شهادة يابانية عن المولوخييا “بالسبانخُ المصريُ” كما أسماها الياباني جانجي تاكانو أي الملوخية عندنا فجاءت كمن يبيع الماء في حارة السقاين. لكن دعونا نتعرف على رأي الآخرين من غير الذين تعودوا تناول الملوخية أو الملوكية كما يحلو للبعض تسميتها ، فالملوخية معروفة في عالمنا العربي بدأ من مصر والشام وتونس والمغرب وأخيرا في عرفت وتواجدت في العراق. يقول جانجي تاكانو الياباني الجنسية: منذ عام 1964 وأنا آكلُ السبانخَ المصريَ ( المولوخييا)أي الملوخية تقريباً كُلّ يوم وكذلك أثناء سفراتِي المتعددة إلى ماليزيا وتايلند ولفيتنام والفلبين!! فقد بدأت زراعة المولوخييا Molokhiya في اليابان في وقت ما من عام 1980 وذلك للاستهلاك النباتيِ اليوميِ اليابانيِ وخصوصاً في ولايةِ مياجي. أما اليوم فقد انتشرت زراعتها في جميع أنحاء اليابان ، حيث يُمْكِنُ أَنْ تَجدَها الآن في كُلّ محلات الخضارِ ومحلات الوجبات السريعةِ ، ويَتضمّنُ هذا ما بذره هواة الزِراعَة في حدائق أفنية دورهم الخلفية الصغيرةِ! يقول تاكانو الواحد منا قَدْ يُصادفُ العديد مِنْ الألفاظ الصوتيةِ المختلفةِ للكلمةِ الملوخية العربيةِ فتلفظ بالمولوخييا Molokhiya أو الملوخيا Molokhia فهو يُدْعَى كذلك (وحسب رأيه) بنباتَ الجوت jute أو السبانخ المصري Egyptian Spinach أو خبيزة اليهود Jews mallow أو خبيزة نباتِ الجوت ، مَع أن أسم النبات العلمي هو Corchorus olitorius. ثم يعود السيد تاكانو فيقول أنه بعد مراجعته لما ينشر على الأنترنيت ، بأن هذا النبات العظيم يوصف بأنه من خضار الملوك [ فهي كذلك تسمى عندنا في بلاد العرب بالملوكية ] وهو يستند بذلك على قصة الملك المصري الذي حكم قبل 6000 سنة قبل الميلاد ، والذي مرض مرضا شديدا فقدمت له طاسة من الشوربةِ الحارةِ ، فوَجدَها لذيذة الطعم ، فصار يطلب هذه الشوربةِ الحارةِ لتقدم له كُلّ يوم. لذا فالسيد تاكانو يعتقد بأنّ هذه الخضارِ المعجزةِ نَشأَت أولا في مصر. المكونات التركيبية للملوخية الملوخية تحتوي على الكاروتين 4,6 مرةَ أكثر مِمْا يحتويه السبانخ الذي يحبه ببوي ويمنحه القوة ، وهي تحوي كذلك على 19 مرة أكثر مِمْا يحتويه القرنبيط البروكلي. أما محتواها من الكالسيوم فهو 9 مراتِ أكثر مِمْا يحتويه السبانخ و 10 مراتِ أكثر مِما يحتويه قرنبيط البروكلي. وبالنسبة لفيتامين بي 1 وبي 2 فأنها تحتوي على خمسة مراتِ أكثرِ مِمْا يحتويه السبانخِ. وكذلك فأنها تَحتوي على فيتامين إي E و ج C والبوتاسيوم والحديد والألياف النباتية أكثر بكثيرَ من أي نباتات وخضار أخرى. كذلك تَمتلكُ الملوخية على مزايا أخرى رائعة ، فهي يُمْكِنُها أَنْ تَرْفعَ نظامَ مناعة لدى متناوليها وكما تُسَاعَدَ على مَنْع السرطانِ والشَيْخُوخَة ونخر العظام والإعياء وضغط الدمّ العالي وفقر الدم. كما تُرطّبُ بمحتوياتها الفيتامينية جلودُنا فتَجْعلُها ناعمة وملساء وهي كذلك تُقاومُ الشَيْخُوخَة المبكّرَة ، إضافة إلى أنها تعتبر من المقويات و المدرارات وهي من المسكّنات للحمّى. بالإضافة إلى ذلك فان قوام الملوخية اللزج غنيُ بالأليافِ القابلة للذوبانِ ، هذه الألياف الغذائيِة لَها تأثير كبير على تخفيض كولسترول الدم ومنع الإمساك وتعمل على تمشية البطن ومنع السمنةً ووكا هي مفيدة لمرضى السكّرَي وكذلك هي واقية لأمراض السرطانِ في القولون المستقيم. وكشيء غريب بالنسبة لنا فأن السيد تاكانو يقول بأن حاويات بذور (قرون) الملوخية الطازجة و الطرية يمكن تناولها كالبامية فهي مصدر جيد للفيتاميناتِ والمواد المغذّيةِ الأخرى ، أما الأوراق والقرون المُجَفَّفة فهي تستعمل للشوربة الثخينة أَو لعمل نوع من المشروب الساخن كالشاي. يقول السيد تاكانو بأنه يقوم بزَرعة حوالي 20 بذرةَ كُلّ 6 شهورِ في حديقةِ الفناء الخلفي لداره ، حيث يقوم بحصاد ورق الملوخية من النبتة ورقة ورقة وبما يكفي استهلاكه اليوميِ ، بينما هو يقوم بزراعة مساحات كبيرة في مزرعتِه في الريفِ [ وهذا ما قمت بفعله شخصيا عندما كنت أعمل في شركة نفط الشمال ، فأن الملوخية كانت غير معروفة في أسواق الخضار في مدينة كركوك بالرغم أنها كانت متوفرة في محلات الخضار في بغداد كما كانا نزرعها في مزرعة العائلة في بغداد ] ، ويقول السيد تاكانو لتشيع أصدقائه على زراعة الملوخية ، ما عليكم إلا بزراعتها لمرة واحدة فهي ستنبت وتنمو لوحدها على مدار السنة [ أو في العام التالي وحسب طبيعة الجو في المنطقة ] لوحدها وبدون زراعة حبوب جديدة حيث ستنبت البذور الطائشة لوحدها عند سقيها أو هطول المطر وهذا يعتمد على نوع و طبيعة الطقس ، [ وهذا ما فعله والدي رحمه الله عند أقناعه الفلاحين بزراعتها لأول مرة في خمسينيات القرن الماضي وأنها ستكون عملية سهلة وغير مكلفة وغذاء ممتاز لأبقارهم على أن يرسلوا لنا بعضا من إنتاجها لطعامنا الشخصي و لتوزيعه على أصدقاء العائلة من الشوام ]. وللمعلومات للذين يعتمدون الدقة وهواية معرفة التفاصيل فأن الـ 100 غرام مِنْ أوراقِ الملوخية تَحتوي على: كاروتين – 10,000 µg كالسيوم – 500 mg بوتاسيوم – 650 mg حديد – 3.8 mg فيتامين بي 1 – 0.24 mg فيتامين ب 2 – 0.76 mg ويفتخر السيد تاكانو فيقول : لا تعَجَبوا من اهتمامي بمزرعتي بالإضافة إلى روعتها فأن جيرانِنا ينعمون بصحة جيدة جدا فمعظمهم هم بعمر أكثر من 83 -103 سنة وفي الحقيقة ثلاثة منهم هم بعمر 101 و 102 و 103 سنةً وتراهم ما زالَوا نشيطين ، ومن المحتمل بأن عائلتي وأنا ما زلنا في صحةِ جيدةِ وهو مقتنع بأنها بسبب تناولهم للملوخية يوميا؟ فالملوخية صحّية جداً ، ونحن مسرورين جدا من هذا النبات المعجزةِ و هذه الخضرةِ الغامضِة التي قُدّمت إلى اليابان مِنْ مصر.
*** للمعلومات: فالسيد جانجي تاكانو هو باحثُ صحيِ ياباني يعمل في مجال التَحرّي عن مسببات العديد مِنْ الأمراضِ المخيفة. مهند الشيخلي muhannad alsheikhly

ليست هناك تعليقات: