القيم الأخلاقية لدى الموظف وأهميتها في التركيبة الأجتماعية
أبتلت امتنا مع ما أبتلت به من نواقص لا تنسجم مع اخلاقياتنا التي يجب أن نتحلا بها في حياتنا اليومية وفي عملنا وكما وجهتنا وأمرتنا به تعاليم ديننا الحنيف.
وهي الصدق والعمل الجاد, وبإتقان عملنا وبذل أقصى ما لدينا من طاقة في اداء العمل الموكلين به, وهذا ما لا يختلف عليه أثنان.
إلا أن واقع الحال مختلف جدا فالملتزمين بما تقدم ذكره قلة, والكثير من العاملين للأسف تراهم متلافين للوقت غير ملتزمين به مضيعين للحقوق والواجبات, يلقون بالتهم وأسباب الفشل والضياع على الأخرين من زملائهم كل يحاول تبرئة نفسه أو يلقونها على أداراتهم أو مديرهم شخصيا, أو بأنهم لا يأخذون من أجر يوازي عملهم!
وهنا لا يمكن أعتبار المدير بريئا وكذلك لا يمكن اعتباره متهما 100% بل أنه يتحمل الوزر الكبير من القصور, فقد جرت العادة أن يكون الناس على دين أمرائهم ورؤسائهم وقادتهم, فإذا صلح الرأس صلح وبرأ باقي الجسم.
فقد ظهر في الفيديو التالي كم أضاع أولئك الموظفين من وقت وكم هم في نفس الوقت يعيشون في خوف وفزع من مديرهم.
ففي عموم الدوائر ترى الكافيتريات مزدحمة بروادها من الموظفين أغلب ساعات الدوام الرسمي, وأتعس حالة مقززة في الدوائر تجمع العديد من الموظفين حول كئوس الشاي والشطائر مع الساعات الأولى للدوام وكأنهم جاءوا للدائرة وهم مطرودين من بيوتهم وبدون إفطار, ويتكرر هذا المشهد مرة أو مرتين أخربتين خلال ساعات الدوام.
ولمزيد من الإجحاف بحق المواطن المراجع للدائرة ما لأمر يهمه هو انجازه بأقل وقت ممكن إلا أنه يجابه بأن الدوام الفعلي لا يبدأ إلا بعد ساعة أو ساعة ونصف من الوقت الرسمي للدوام, وفي نهاية الدوام يغلق الباب بوجه المراجعين قبل ساعة أو ساعة ونصف من وقت انتهاء الدوام الرسمي وبذلك تكون ساعات العمل المنتجة فعلا لا تتجاوز الساعتين.
وهذه الظاهرة تبرز بشكل واضح بالإدارات الحكومية والخدمية التي ترعاها الدولة وتذهب جل موازناتها عليها, ناهيك على التضخم في ملاكاتها وفي مصاريفها ونثرياتها غير المبررة.
وهذا بمجمله يعكس حالة البؤس الواقعة على المجتمع والإفرازات السلبية على البنية الاجتماعية ففي الواقع لا توجد عائلة تخلو من موظف أو أجير, وطفل ويافع يتشرب تلك الرزايا مع غذائه اليومي.
فهل من معتبر؟
هل من مذكر ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق