الأربعاء، 26 أغسطس 2009

الشموع والكهرباء

الشموع والكهرباء

نشرت بعض الصحف العربية هذه الأيام بان دراسة أميركية حديثة أظهرت بان الشموع يمكن أن تكون مصدرا لتلويث الهواء في الغرفة التي تشعل بها من خلال بثها لعدد من الغازات السامة كالتولين والبنزين.

وهذا في الواقع ليس غريبا حيث يكون للشمع المستخدم وأصله الأثر الكبير في بث ونشر مكوناته في الجو عند حرقه, وربما يكو ن اثر الشمع الطبيعي المستحصل علية من خلايا النحل الطبيعية والبرية أقل أثر سلبي في مجال تلويث البيئة, ولكن للأسف الدراسة التي قام بها باحثون من جامعة كارولينا الجنوبية لا تغطي هذا الجانب المهم.

المشكلة ليست هي بالشمع فالحمد لله قد أقتصر استخدامنا له في احتفالات أعياد الميلاد وهي عادة شمعات قليلات هي على عدد سنوات عمر أطفالنا وهم الصغار طبعا.

لكن المشكلة الأكبر هي في الغازات والملوثات التي تصدرها الفوانيس التي ننور بها ليلينا ونحن نعيش في أزمة انقطاع الطاقة الكهربائية في العراق وفي كثير من دول عالمنا العربي المنكوب مع الأسف الشديد, فهناك غزة ولبنان والسودان وسوريا السائرة على خط القطع المبرمج والمطبق الآن على ضواحي دمشق وقراها, والله يستر عندما تطبق في العاصمة على شكل أوسع وذلك قد يطول إلى أن يصل صوت المواطنين من سكان الضواحي والقرى إلى آذان المسئولين والحكام, فقد أنتفض أهل طرابلس من خلال مسيرتهم السلمية مع واقعهم المر والميئوس منه مع الطاقة الكهربائية في بلدتهم.

سنوات مرت ونحن نعيش أزمة الطاقة الكهربائية في العراق والتي زادت مشاكلها بعد الاحتلال الأمريكي للعراق ولغاية اليوم ولم تجد لها حل.

يبين الجدول التالي أنتاج الطاقة الكهربائية للشبكة الوطنية في العراق والذي أستند على تقرير المفتش العام الأمريكي لإعادة الأعمار في العراق المؤرخ في 30/4/2009. وكذلك معدل إنتاج الكهرباء للثلاثة الأشهر الأولى للعام الحالي 2009 وهو 4,937 ميكاواط وهذا الرقم يختلف عن الأرقام التي تقدمها وزارة الكهرباء وتنشرها في وسائل الإعلام, والرقم السابق يحوي على حوالي 410 ميكاواط تشترى من محطة كهرباء تديرها شركة خاصة في منطقة كردستان العراق وبذلك يكون صافي معدل أنتاج المحطات التابعة لوزارة الكهرباء العراقية هو 4,527 ميكاواط, وهذا الرقم مقارب لمعدلات الأنتاج لمحطات توليد الكهرباء الوطنية لوزارة الكهرباء العراقية قبل الاحتلال عام 2003 وهو طبعا خلال سنوات الحصار الاقتصادي ومذكرة التفاهم سيئة الصيت وذلك حسب ما جاء في إحصائيات صندوق النقد الدولي في آب 2007 , وهذا يعني بان الحكومات المتتالية لم تفعل أو تضيف شيء جديد لما كان سابقا حسب لغة الأرقام المجردة.













من العمودين الثاني والثالث من جهة اليمين في الجدول أعلاه يلاحظ أي مهندس كهرباء الفرق الشاسع بين أرقام (الطاقات) السعات التصميمية والقابلية الممكنة سوء إدارة وزارة الكهرباء لمحطات التوليد لديها ( وطبعا هناك الطاقة الفعلية المنتجة كما في العمود الرابع من الجدول) فهنا تكمن المصيبة.

هنا يجب الانتباه إلى أن هذه الأرقام لاتصل إلى المستهلك (المواطن) فهناك ضائعات أخرى غير مبينة في الجدول السابق والمتمثلة في النقل والتوزيع, في حين دأبت وزارة الكهرباء من خلال وزيرها و مسئوليها الآخرين بالإعلان عن خطط الوزارة لعام 2009 بأن هدفها للطاقة التوليدية هو 13,441 ميكاواط!!!!

والله يكون في عوننا ......




مهند الشيخلي .... muhannad alsheikhly

ليست هناك تعليقات: