الاثنين، 29 مارس 2010

التاريخ



التاريخ

التاريخ هو ذاكرة الأمم، لا تستطيع أمة أن تعيش بلا ذاكرة، ودراسة التاريخ مهمة جدا وذلك لاستخراج الدروس والعبر فالتاريخ مرآة...



التاريخ

إن التاريخ - هو ذاكرة الأمم، لا تستطيع أمة أن تعيش بلا ذاكرة، ودراسة التاريخ مهمة جدا وذلك لاستخراج الدروس والعبر فالتاريخ مرآة الشعوب وهي تعكس تجارب الأمم، والأمة التي تهمل قراءة تاريخها وتاريخ الأمم الأخرى لن تحسن قيادة حاضرها ولا صياغة مستقبلها.


هذه صورة وثيقتين من التاريخ القريب وهو ليس بالبعيد جدا, فهما من بدايات القرن الماضي – القرن العشرين.


الوثيقة الأولى هي لخادم المسلمين السلطان عبد الحميد الثاني - رحمه الله



وهي رسالة بخط السلطان عبد الحميد الثاني إلى شيخه الشاذلي محمود أبي الشامات.



و هذه ترجمة الرسالة:

[[ بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد رسول رب العالمين وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين إلى يوم الدين.

أرفع عريضتي هذه إلى شيخ الطريقة العلية الشاذلية، إلى مفيض الروح والحياة، وإلى شيخ أهل عصره الشيخ محمود أفندي أبي الشامات، وأقبل يديه المباركتين راجيا دعواته الصالحة. بعد تقديم احترامي أعرض أني تلقيت كتابكم المؤرخ في 22 مايس من السنة الحالية، وحمدت المولى وشكرته أنكم بصحة وسلامة دائمتين.

سيدي : إنني بتوفيق الله تعالى مداوم على قراءة الأوراد الشاذلية ليلا ونهارا، وأعرض أنني مازلت محتاجا لدعواتكم القلبية بصورة دائمة.

بعد هذه المقدمة أعرض لرشادتكم وإلى أمثالكم أصحاب السماحة والعقول السليمة المسألة المهمة الآتية كأمانة في ذمة التاريخ:

إنني لم أتخل عن الخلافة الإسلامية لسبب ما، سوى أنني _ بسبب المضايقة من رؤساء جمعية الاتحاد المعروفة باسم (جون تورك) وتهديدهم _ اضطررت وأجبرت على ترك الخلافة. إن هؤلاء الاتحاديين قد أصروا وأصروا علي بأن أصادق على تأسيس وطن قومي لليهود في الأرض المقدسة (فلسطين)، ورغم إصرارهم فلم أقبل بصورة قطعية هذا التكليف، وأخيرًا وعدوا بتقديم 150 مائة وخمسين مليون ليرة إنجليزية ذهبا، فرفضت هذا التكليف بصورة قطعية أيضا، وأجبتهم بهذا الجواب القطعي الآتي: (إنكم لو دفعتم ملء الأرض ذهبا - فضلا عن 150 مائة وخمسين مليون ليرة إنجليزية ذهبًا فلن أقبل بتكليفكم هذا بوجه قطعي، لقد خدمت الملة الإسلامية والمحمدية ما يزيد عن ثلاثين سنة فلم أسود صحائف المسلمين آبائي وأجدادي من السلاطين والخلفاء العثمانيين، لهذا لن أقبل تكليفكم بوجه قطعي أيضا). وبعد جوابي القطعي اتفقوا على خلعي، وأبلغوني أنهم سيبعدونني إلى (سلانيك) فقبلت بهذا التكليف الأخير. هذا وحمدت المولى وأحمده أنني لم أقبل بأن ألطخ الدولة العثمانية والعالم الإسلامي بهذا العار الأبدي الناشئ عن تكليفهم بإقامة دولة يهودية في الأراضي المقدسة فلسطين… وقد كان بعد ذلك ما كان، ولذا فإنني أكرر الحمد والثناء على الله المتعال، وأعتقد أن ما عرضته كاف في هذا الموضوع الهام، وبه أختم رسالتي هذه. ألثم يديكم المباركتين، وأرجو واسترحم أن تتفضلوا بقبول احترامي بسلامي على جميع الإخوان والأصدقاء.

يا أستاذي المعظم لقد أطلت عليكم التحية، ولكن دفعني لهذه الإطالة أن نحيط سماحتكم علما، ونحيط جماعتكم بذلك علما أيضا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في 22 أيلول 1329
خادم المسلمين

عبد الحميد بن عبد المجيد ]]



الوثيقة الثانية هي بخط يد الملك عبد العزيز ال سعود للسير برسي كوكس


.



[[ بسم الله الرحمن الرحيم

أنا السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن آل الفيصل آل سعود،أقرّ وأعترف ألف مرة، لسير برسي كوكس، مندوب بريطانيا العظمى، لا مانع عندي من إعطاء فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم، كما تراه بريطانيا، التي لا أخرج عن رأيها، حتى تصيح الساعة ]]

تذكرت هذا وأنا أستمع إلى كلمة السيد رجب طيب أوردغان – ريس وزراء تركيا في مؤتمر القمة في سيرت (مؤتمر القمة العربية الثانية والعشرين في سرت).



free counters



مهند الشيخلي ... muhannad alsheikhly




ليست هناك تعليقات: