الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011

ليش الله موفقهم ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

ليش الله موفقهم ؟





هل يمكن لامتنا ان تنهض؟؟

نعم ... ولا !!

كيف ذلك وهما ضدان؟

نعم أن تخلصنا من عينية سيئة بيدها مقاليد الحكم ، أنني لا أتكم عن الحكام والساسة ولكني أتكلم عن أناس وضعوا في مواقعهم من قبل الحكام ليسيروا الأمور ولكنهم أخذوا يفسدوا في الأرض ويعيثوا فيها الفحشاء ويغبنوا الناس حقوقهم ويحبطوا من نفسيتهم ويبخسوهم أشيائهم.

وهذه قصة أحدهم ووقع تحت براثينهم وردتني القصة برسالة ألكترونية من شقيقتي تحكي لي فيها قصة شاب مكافح ، أعكسها لكم بجوهرها وليس بنصها.


في أيامنا هذه بدأنا نرى العجب العجاب من سلوكيات الناس التي صعدت بأي ثمن دون أستحقاق وهم يجرفون الخيرين في طريقهم ويقتلون طموحات الآخرين من الشبان الخيرين ، فقد طفا الى السطح الكثير من الأنتهازيين فأصبحوا قاده وشردت الألاف من الكفاءات ودارت الأمور بهذه الأمه من سيء إلى أسوأ.

فالعالم من حولنا في دول الغرب و الشرق الأقصى يتقدمون بنفس السرعه التي نتراجع بها ونحن الأمه التي فضلها الله على بقيه الأمم ونحن خير أمه أخرجت للناس فنحن أهل الدين ومنبع النبوه والأمم الغربيه والشرقية ليست كذلك ، أذن ما هذا التناقض؟

صاحبنا هذا شاب مثابر و مجتهد حصل على شهادته في الطب بذراعة وعرقه وأصبح معيدآ في كليته وكله طموح في اللحاق بالأمم التي سبقتنا.

يقول :

جائتني دعوه لحضور مؤتمرآ طبيآ في أحد الدول الأوربية (الدنمارك) وكانت فرحتي لا توصف فهذه فرصه عظيمه لشاب طموح مثلي يريد أن يطلع على ما وصلت له الأمم الأخرى ونقل خبرتها الى بلدي الذي يعاني من هجرة وشرود أطبائه القدماء للخارج وإلا قتلوا وخصوصآ أن مؤسساتنا الصحيه في تدهور شديد و هي في حالة إحتضار لا تخفى عن عين خبير.

يقول :

أخذت موافقه رئيس القسم وعميد الكليه التي أعمل معيدآ بها وذهبت بها إلى رئاسة الجامعة لكي أحصل على موافقتهم وشيء من الدعم المالي حسب التعليمات النافذة ، ووافق رئيس الجامعه ومسؤول القسم المالي على هذا التخصيص بعد شهرين من الروتين المفعم بالبيروقراطية والتاخير !!

بعدها ذهبت إلى قسم البعثات والعلاقات الثقافيه للحصول على الكتاب اللازم من رئيس القسم المعني ، فدخلت عليه مكتبه فوجدته رجلا مهيبآ كبير في السن ، وأول ما وقعت عينيه علي بادرني بقوله :


انت بعدك صغير على هكذا مشاركات فماذا تركت لنا نحن الكبار؟

يقول الطبيب الشاب :

أستغربت كثيرا من كلامه وقلت له :

أختاروني لأني كنت أتابع معهم موضوع مؤتمرهم فكنت أنا من أول السباقين في هذا المجال.

لكن هذا الموظف المهيب لم تعجبه حجتي فأخذ الكتاب وذهب الى رئيس الجامعه ليغير هامشه ويلغي أمر إيفادي ، قائلا من هم بمستواي غاية ما يحصلون عليه هو حضورهم ورشآ تدريبيه وليس المشاركة بالمؤتمرات !!

يقول الطبيب الشاب :

سلمت أمري لله و تقبلت هذا الأمر على مضض ، ولكن بعدها بشهر جائتني دعوه من جامعه كوبنهاكن الدنماركيه لحضور ورشه عمل في أمراض القلب وأخذت الموافقات الأصوليه وذهبت إلى نفس هذا الموظف وكان هذا في الصيف (خلال العطلة الصيفة) ، فقال سيادته :

أن الموضوع يجب أن يعرض على مجلس الكليه - وهو يعلم جيدا أننا في عطله صيفيه وأن المجلس لن يجتمع من أجلي بهذه البساطة !!

ثم قال مضيفآ:

بعد موافقه مجلس الكليه يجب عرض الموضوع على مجلس الجامعه وهو يعلم أن رئيس المجلس هو خارج البلاد ولن يعود قبل بدأ العام الدراسي الجديد وأن تدريبي سيبدأ بعد أسبوعين فقط من تقديم طلبي وأن أجراءات السفر وتأشيرة الدخول تحتاج إلى أسبوعين في الأقل.

يقول الطبيب الشاب :

أتصلت بمسؤول التدريب في الدنيمارك ، وكان بروفسورآ ، لم أتصل به من قبل قط فأخبرته بأنه ليس أمامي إلا حضور المؤتمرعلى نفقتي الخاصة وهذا سيكلفني مبلغا طائلا من المال وقد لا أستطيع الوفاء به ، فأخبرني أن أعطيه فرصه من الوقت ليبحث كيف يمكنه مساعدتي!!

يقول :

أتصل بي بعد يومين وقال لي أن أحد المشاركين قد أنسحب وفاض بعض المال لديهم و أنهم سيخصصوه لي لتغطية رسوم الأقامه وأجور المشاركه في التدريب.

يقول :


بعدها بيوم أتصل بي مرة أخرى وقال أنسحب مشارك آخر وتوفر مزيد من المال !! ، و بذلك سندفع لك أجور الطيران لمساعدتك في الحضور.

قلت في نفسي :

عجيب لماذا يسلك ذلك الدنماركي مثل هذا السلوك معي وأنا لست من بلده ولا من دينه ولا من سنه ولا من مرتبته العلميه؟

ثم يقول :

ذهبت الى السفاره الدنماركيه وقدمت طلبا للحصول على تاشيرة الدخول وأعلمني القنصل أن نسبه الموافقه هي قليلة ولا تزيد عن 1% فقط !!

يقول :

أتصلت بالرجل ، وعاد وأعلمني بأنه أتصل بوزراه الخارجيه وحصل لي على الفيزا ، وعلي الذهاب إلى السفارة لأستلامها !! ، الأمر الذي أثار أستغراب موظفي السفاره حول سرعه أصدار الفيزا وكيف أني عرفت بأمر صدورها حتى قبل السيد القنصل نفسه ؟!!

يقول :

أستلمت الفيزا يوم الخميس وكان اليوم التالي الجمعه عطله فلم أستطيع من الحصول على حجز للطيران ، حيث كان علي الوصول إلى الدنمارك يوم الأحد.

يقول :

فأتصلت بالرجل الطيب وعرضت عليه مشكلتي الجديدة ، فقال لي أطمئن سأحجز لك بطاقة سفر ألكترونية على الخطوط الجوية البريطانيه وستصلك تذكره السفر خلال دقائق!!

وفعلا وصلني أشعار الحجز وذهبت إلى دمشق وراجعت مكتب الخطوط الجوية البريطانيه ، وقالوا لي انه لا يمكنني الطيران لعدم أمتلاكي تأشيرة دخول مؤقته إلى لندن مع أنني سأهبط ترانزيت فقط .

الآن :


كيف أحل هذه المشكلة الجديدة ، فبعد كل هذا العناء لن أتمكن من السفر؟؟!

طبعآ أتصلت بالرجل الطيب وأخبرته بالمشكله وقد (أعتذر لي ) لعدم معرفته بتلك المسألة ، وقام وبعث لي بتذكره ألكترونيه أخرى على الخطوط الجوية التركيه حيث الأمر لا يحتاج إلى تأشيرة مؤقته.

يقول :

وصلت كونبهاكن وأنا أكاد لا أصدق ما فعله ذلك البروفسور.

لماذا قدم لي هذا العون وهو لا يعرفني ولا يعرف عني أي شئ؟

وأخذت أقارن بين موقفه وموقف الموظف المسلم أبن بلدي (مسؤول قسم البعثات والعلاقات الثقافيه في الجامعة).

يكمل فيقول :

في الدنمارك شاهدت قومآ آخرين ذوي أخلاق وتوجه آخر يختلف عن ما شاهدته في بلدي أختلافا كبيرآ.

ثم يقول :


عندما رجعت الى بلدي سألني زملائي :

ماذا تعلمت؟

أجبتهم :

الآن عرفت ( ليش الله موفقهم ) .

هذه القصة الواقعية هي لكل العراقيين الذين جربوا التحرر الزائف منذ نيسان 2003 وإلى كل العرب وهم يعيشون ربيعهم التحرري (خوفي أن يكون ربيعهم هذا كاذب) ، وبقية الدول العربية التي تعمل للوصول إلى ربيعها الموعود.

فالمشكلة كامنة هي في أنفسنا وليس فقط بسوء حكامنا ، وصدق القول [ مثلما تكونوا يولى عليكم].

وللأسف نعيب زماننا والعيب فينا وما في زماننا عيب سوانا.

هل نحن خير أمة أخرجت للناس؟

هل يمكن لأمتنا أن تنهض؟؟

نعم .. نعم .. نعم .. أن غيرنا ما بأنفسنا.


مهند الشيخلي ... muhannad alsheikhly


ليست هناك تعليقات: