الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011

القبوريون و النجوميون

القبوريون و النجوميون



وهم منتشرون بكثرة في هذا الزمان وخصوصا في بلادنا العربية ، وكثيراً ما يجتمع النوعان سويتة فكثيرآ ما يكون أحدهم قبوريآ ونجوميآ في وقت واحد.


وقد انتشرت صناعة القبوريين والتنجيم في العصر الحديث أنتشاراً كبيراً، وأصبح التنجيم في أغلب صورة وسيلة من وسائل أبتزاز أموال الآخرين ، وخصوصآ بين الجهلة و الفقراء وحتى بين المتعلمين.

أن علم الغيب الذي يدعيه أحدهم هو مما أستأثر الله به نفسه ، ولا سبيل للخلق للاطلاع عليه ، حيث قال تعالى :

{قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ }النمل65

وقال تعالى :

{وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }الأنعام59

وقال تعالى :

{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً }الجن 26-27

وقال تعالى مخاطبا نبيه محمد صلى الله عليه وسلم:

{قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }الأعراف188

فما بال القبوريون الذين يطلبون من الأموات ما لا يطلبونه من الله سبحانه وتعالى ، ألا يعلم هؤلاء القبوريون بأن هذا الميت ليس بقادر أن يرد ما كتبه الله له فما باله مع ما كتبه للبشر الآخرين !! ، ألم يقرؤا قوله تعالى :

{قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ }يونس49

فهؤلاء القبوريون و المنجمون هم من الطوائف والجماعات المفسدة في الأرض ، ولا يجوز لأي مسلم الذهاب إليهم ولا سؤالهم ، فإن المنجم هو من يعرف كذلك بأسم العراف أو قارئ الفنجان أو ضارب الرمل و رامي الودع ، وقد قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :

[ من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه ، فقد كفر بما أنزل على محمد ].

فالحذر الحذر أخي المسلم و أختي المسلمة من متابعة هؤلاء على شاشات التلفاز أو الذهاب لهم ، فمن واجبكم الأعتصام بالله ، وأن تحققا إيمانكما بربنا ، ولا يغتر أحدنا بأولئك المضلين و المفسدين ، ولنتذكر تنبيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم لنا :

[ من أتى عرّافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ] رواه مسلم.

فلا ينفع من يستمع لهؤلاء بدعوى أنّه لا يصدقهم وإنّما كان يسمع لهم فضولا أو تسلية أو أختبارآ لمعلوماتهم ومدى علمهم.

فالمسلم يدين بعقيدة التوكل على الله (وليس التواكل) ، وتفويض أمره إليه سبحانه وتعالى ، ويجب أن نعلم بأنّ قضاء الله كله حكمة وعبادة ، وأنّ من كان مع الله معتصما به مستمسكا بأمره ، لم و لن تضرّه تقلبات الدنيا ، وإن جرى عليه مكروه فهو مأجور ومئآله إلى خير ، مادم صابرا محتسبا.

فلا مكان في صدر المسلم للجزع من المستقبل ما دام معتمدا على من له ملك السماوات والأرض ، ولا مكان عند المسلم للتواكل وترك العمل.


مهند الشيخلي ... muhannad alsheikhly

ليست هناك تعليقات: