من ذكرياتي
قبل يومين حدث حادث مؤلم تسبب بتحطم طائرة هيلوكبير وهي في طيرانها الليلي ، فقد أضطدمت الطائرة ببرج صغير للبث الأنترنيتي المحلي.
الحمد لله لم يترك الحادث غير أضرار مادية قليلة و مقدور عليها ، فقد سقط الطيار على سطح البناية بجوار البرج ولم يصب بأضرار غير بعض الجروح والخدوش البسيطة ، و لكن أصابه الكثير من (الهبطة) والفزع.
لقد أستطدمت مروحة الطائرة بأعلى البرج حيث كان الطيار يطير بأنخفاض شديد لا مبرر له .
ولكن الذي حصل حصل ، فالطيار يدعي بأن مصباح التحذير الأحمر اللون لم يكن مضاءآ ، بينما يدعي صاحب البرج بأن مصباح التحذير كان يعمل بصورة أعتيادية ، وطبعا كما هي العادة من الصعب التحقق من أدعاء الطيار أو صاحب البرج.
هذا يذكرني بحالة أخرى مرت بي و أنا أعمل كمنهدس مشرف على الأعمال الكهربائية عند تشييد مجمع التركيز الجديد في كركوك في أواسط سبعينيات القرن الماضي حيث كان علي أن أكشف على حسن نصب منظومة أنارة التحذير على أعلى برج حرق الغاز (لغاز كبريتيد الهايدروجين الناتج عن عملية تحلية النفط الخام و تخليصه من الكبريت المصاحب للنفط الخام) ، ومع أن الشعلة عند أشتعالها تكون بطول عدة أمتار ,، وللكن تعليمات السلامة تؤكد على وجوب وضع منظومة التحذير.
لقد كنت ولا زلت أستثقل العمل في الأرتفاعات العالية حيث لدي رهبة من الرتفاعات العالية ، ولهذا أكدت على ممثل الشركة المقاولة أناطة عمل تركيب مجموعة مصباح التحذير بفني حريف دقيق بعمله ويعتمد عليه ، وهذا ما حصل بالضبط ، والآن جاء دوري للفحص ، ولم يكن من حل بالنسبة لي إلا أن أعتمد على أحد العاملين بمعيتي وممن لا يخافون العمل في الأرتفاعات العالية ، وهكذا وقع الأختيار على (كريم) وقد أبلى بلاء حسنآ بعمله وأنقضني من ورطة كنت فيها ، لأني قبل هذا الحدث كان هناك لي حدثآ مشابها ففي أول ألتحاقي للعمل في موقع التشييد والذي وصلته بدأ بعد أن كان العمل في تشييد مدخنتي أفران التركيز الكونكريتيتين قد تم ، وكان علي أن أكشفف على صحة تشييد وتركيب منظومة مانعات الصواعق و الموزعة على الأطار الخارجي في أعلى المدخنة والتي لا يتجاوز عرضها النصف متر وهي التي بإرتفاع حوالي 200 متر على ما أذكر ، فجائني ممثل المقاول وطلب مني مرافقته إلى أعلى المدخنة الأولى التي أنجز العمل فيها من قبل المقاول الثانوي والذي نفذ بأسلوب القوالب المتزحلقة ، وهكذا كان علي أن أقف قبالته على قرص معدني يمر الحبل الحديددي للرافعة من وسطه ، فربطت حزام الأمان حول الحبل المعدني وشبكت يدي حول الحبل وبدئنا بالأرتفاع و أنا حريص على أن لايبدو الخوف علي وما أن وصلنا إلى قمة المدخنة كان علي أن أقفز حوالي 50 سم لأصبح على حلقة المدخنة ، فلم أستطع ذلك مع كل تشجيع صاحبي الألماني ، ولم يكن أمامه إلا العودة للقرص المعدني و عبطني من تحت أبطي وقفز بنا إلى محيط المدخنة ، ولم أقوى على الوقوف فركعت على يدي ورجلي أحبو بكل حذر وتؤدة وأنا أكرر قراءة آية الكرسي و المعوذتين فقد كنت مرعوبآ , وعند العودة أبيت أن أستخدم نفس الوسيلة التي صعدت بها فأستخدمت السلم المعدني الجانبي The Cat Ladder .
جرت العادة في أدارتنا أن يعطى الفني الذي يقوم بأستبدال مصابيح الأنارة في أعلى الأبراج أستراحة لباقي اايوم ولو أطلعوا الآن على مقطع الفيديو التالي لربما طالبوا مسئوليهم بالمزيد ، أو لربما عينوا موظفا بعنوان مبدل لمصابيح الأبراج كما هو الحال بفني مشيدي الأبراج.
أو الوصلة التالية:
http://www.youtube.com/watch?v=vVip24MhQzc
ملاحظة: في حالة عدم أشتغال الفيلم ، يرجى الضغط على الوصلة التالية:
حادث مؤسف بسبب مصباح تحذير
مهند الشيخلي ... muhannad alsheikhly
حادث مؤسف بسبب مصباح تحذير
الحمد لله لم يترك الحادث غير أضرار مادية قليلة و مقدور عليها ، فقد سقط الطيار على سطح البناية بجوار البرج ولم يصب بأضرار غير بعض الجروح والخدوش البسيطة ، و لكن أصابه الكثير من (الهبطة) والفزع.
لقد أستطدمت مروحة الطائرة بأعلى البرج حيث كان الطيار يطير بأنخفاض شديد لا مبرر له .
ولكن الذي حصل حصل ، فالطيار يدعي بأن مصباح التحذير الأحمر اللون لم يكن مضاءآ ، بينما يدعي صاحب البرج بأن مصباح التحذير كان يعمل بصورة أعتيادية ، وطبعا كما هي العادة من الصعب التحقق من أدعاء الطيار أو صاحب البرج.
هذا يذكرني بحالة أخرى مرت بي و أنا أعمل كمنهدس مشرف على الأعمال الكهربائية عند تشييد مجمع التركيز الجديد في كركوك في أواسط سبعينيات القرن الماضي حيث كان علي أن أكشف على حسن نصب منظومة أنارة التحذير على أعلى برج حرق الغاز (لغاز كبريتيد الهايدروجين الناتج عن عملية تحلية النفط الخام و تخليصه من الكبريت المصاحب للنفط الخام) ، ومع أن الشعلة عند أشتعالها تكون بطول عدة أمتار ,، وللكن تعليمات السلامة تؤكد على وجوب وضع منظومة التحذير.
لقد كنت ولا زلت أستثقل العمل في الأرتفاعات العالية حيث لدي رهبة من الرتفاعات العالية ، ولهذا أكدت على ممثل الشركة المقاولة أناطة عمل تركيب مجموعة مصباح التحذير بفني حريف دقيق بعمله ويعتمد عليه ، وهذا ما حصل بالضبط ، والآن جاء دوري للفحص ، ولم يكن من حل بالنسبة لي إلا أن أعتمد على أحد العاملين بمعيتي وممن لا يخافون العمل في الأرتفاعات العالية ، وهكذا وقع الأختيار على (كريم) وقد أبلى بلاء حسنآ بعمله وأنقضني من ورطة كنت فيها ، لأني قبل هذا الحدث كان هناك لي حدثآ مشابها ففي أول ألتحاقي للعمل في موقع التشييد والذي وصلته بدأ بعد أن كان العمل في تشييد مدخنتي أفران التركيز الكونكريتيتين قد تم ، وكان علي أن أكشفف على صحة تشييد وتركيب منظومة مانعات الصواعق و الموزعة على الأطار الخارجي في أعلى المدخنة والتي لا يتجاوز عرضها النصف متر وهي التي بإرتفاع حوالي 200 متر على ما أذكر ، فجائني ممثل المقاول وطلب مني مرافقته إلى أعلى المدخنة الأولى التي أنجز العمل فيها من قبل المقاول الثانوي والذي نفذ بأسلوب القوالب المتزحلقة ، وهكذا كان علي أن أقف قبالته على قرص معدني يمر الحبل الحديددي للرافعة من وسطه ، فربطت حزام الأمان حول الحبل المعدني وشبكت يدي حول الحبل وبدئنا بالأرتفاع و أنا حريص على أن لايبدو الخوف علي وما أن وصلنا إلى قمة المدخنة كان علي أن أقفز حوالي 50 سم لأصبح على حلقة المدخنة ، فلم أستطع ذلك مع كل تشجيع صاحبي الألماني ، ولم يكن أمامه إلا العودة للقرص المعدني و عبطني من تحت أبطي وقفز بنا إلى محيط المدخنة ، ولم أقوى على الوقوف فركعت على يدي ورجلي أحبو بكل حذر وتؤدة وأنا أكرر قراءة آية الكرسي و المعوذتين فقد كنت مرعوبآ , وعند العودة أبيت أن أستخدم نفس الوسيلة التي صعدت بها فأستخدمت السلم المعدني الجانبي The Cat Ladder .
جرت العادة في أدارتنا أن يعطى الفني الذي يقوم بأستبدال مصابيح الأنارة في أعلى الأبراج أستراحة لباقي اايوم ولو أطلعوا الآن على مقطع الفيديو التالي لربما طالبوا مسئوليهم بالمزيد ، أو لربما عينوا موظفا بعنوان مبدل لمصابيح الأبراج كما هو الحال بفني مشيدي الأبراج.
أو الوصلة التالية:
http://www.youtube.com/watch?v=vVip24MhQzc
ملاحظة: في حالة عدم أشتغال الفيلم ، يرجى الضغط على الوصلة التالية:
حادث مؤسف بسبب مصباح تحذير
مهند الشيخلي ... muhannad alsheikhly
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق