تحرش
أحمد و حسين عجوزان يلتقيان يوميا في مقهى عام يتجاذبان أطراف الحديث وفيما يمر به البلد و يتباريان في سرد تجاربهما الماضية ومغامرتهما وذات يوم لم يحضر أحمد وقلق حسين وظن أنه قد ألم به شيء حال دون مجيئه وسيأتي في الغد.
جاء الغد ومر أسبوع ولم يأتي أحمد, وامتد غيابه مدة شهر وظن حسين أن رفيقه الذي صاحبه بالمقهى العام قد مات.
لكن أحمد حضر في اليوم التالي ففرح حسين به كثيرا وقال له :
أين كنت طوال هذا الشهر؟
قال أحمد : كنت في السجن.
قال حسين – الله ماذا عملت يا أبو شهاب, لتكون في السجن؟
قال أحمد – البنت التي تخدم في الكافتيريا التي أتناول بها غذائي بعد أن تنفض جلستنا كل يوم أدعت على وقالت إني تحرشت بها و خدعتها, فأخذوني لمركز الشرطة و أحالوني من هناك للقضاء, ولما وقفت أمام القاضي و سألني هل أنت مذنب؟
قلت نعم مذنب!! , وكان ذالك من باب التهكم و التعجب فأنا في 89 من عمري وهذا اتهام أعادني إلى أيام الشباب واعتقدت بأن مثل هذا الأمر و الذي لم أفعله وأنا في ذلك السن, يمكن أن أكون قد فعلته الآن؟!! , فقام القاضي ابن الكلب حكم علي بشهر سجن بتهمة شهادة الزور و إهانة المحكمة!!!
مهند الشيخلي ... muhannad alsheikhly