تمهل وعش يومك
أولا تعجلت إنهاء دراستي الثانوية و حصولي على البكلوريا, و بعدها تسابقت مع الزمن لحصولي على الشهادة الجامعية وكم أسفت أنني قد اخترت البرنامج ذو السنوات الخمس وكم تمنيت أني لو اخترت البرنامج ذو الأربعة سنوات لأتخرج مهندسا وابدأ العمل والعطاء!
وما أن بدأت العمل كنت تواقا وباستعجال للبحث عن زوجة وتكوين عائلة, فانتظرت طفلي الأول وأنا أعد الثواني , وما أن رزقني الله به حتى فكرت بالثاني, فرزقت به والحمد لله, وانتظرت مستعجلا نموهم وتعليمهم وتخرجهم وتزويجهم الذي لم يتحقق لإرادة ربانية لحد الآن.
تصارعت مع الزمن لكسب المزيد من المعرفة والعلم وقبلت بأصعب الأعمال وأشقها غير مهتم بأي مردود مادي ولا حتى معنوي, كل همي الأداء والعطاء الأمثل, و السعي للتقاعد و ترك العمل بأسلوب مشرف طابعا أثرا ما!
فتقاعدت ... ونبذني العمل , قبل أن أنبذه.
وها أنا الآن أكتشف أنني تسرعت خطوات حياتي وبكل شيء ولم أحيا حياتي كما يجب أن أحياها.
أذكر هذا بعد فوات الأوان ولكني أوصي الجميع بأن لا يقعوا في نفس خطئي, وأن يعيشوا كل مرحلة ويحسوها ويستمتعوا بها.
وهنا لا أقصد بتاتا بأني أوصي عكس ما أومن به أصلا [ أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدأ , وأعمل لأخرتك كأنك تموت غدا] فعش حياتك وتمتع بها مع تمسكك بما تفرضه عليك الفطرة النقية واستفتي قلبك ونفذ وأعمل بما يفرضه الله عليك من فروض وطاعات ونواهي.
وأنتظر النهاية الحقيقية بقلب مطمئن.
27 أيار 2009
مهند الشيخلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق