ما هو السبب في ارتفاع أسعار المنتجات النفطية؟ Why Are Gasoline Prices Going Up?
في الأشهر الأخيرة يواجه مستخدمي و سائقي السيارات ارتفاع بأسعار المنتجات النفطية فعندما يذهبون إلى محطات تعبئة الوقود و مع أن خزانات النفط ملئا بالنفط فلا أحد يشتري إلا حاجته المقننة والدنيا بسبب الأزمة المالية والتباطؤ في الاقتصادي العالمي.
فقد قام المستثمرون والدول المنتجة للنفط بتخزين الإمدادات النفطية بسبب ضعف الطلب و تحسبا وأملا لانتعاش اقتصادي عالمي قادم في وقت لاحق من هذا العام, وكل هذا لا يعمل حسب القواعد التقليدية لقوانين العرض والطلب فأن أسعار النفط لا تنطبق عليها هذه القوانين دائما.
لقد صوت الأعضاء ممثلي البلدان المصدرة للنفط أوبك في اجتماعهم الأخير يوم الخميس أيار 2009 في فينا بالحفاظ على مستوى إنتاج النفط الخام لبلادهم عند مستوياته الحالية (الذي يمثل حوالي 40% من الإنتاج العالمي) والتزامهم كذلك بالحصص المتفق عليها سابقا, آملين عدم تجاوزها خلسة كما حصل في نيسان الماضي عندما تجاهل العديد من دول الأعضاء حصتهم المتفق عليها لسقف الإنتاج.
كان سعر النفط القياسي في تموز الماضي في عام 2008, 148 دولار للبرميل قبل هبوطه إلى 30 دولار قبل خمسة أشهر وقد بدأت أسعاره تتسلق على استحياء فارتفاع سعر برميل النفط نسبيا مؤخرا.
عانت ولازالت تعاني أغلب دول أوبك المعتمدة في اقتصادها على النفط فقط في تعديل موازناتها وإيجاد منافذ أخرى للنقد الأجنبي حيث تعيش حكوماتها في خطر وهاجس مخيف من انهيار اقتصادها وسقوط حكوماتها, فأخذت بإيقاف أو تجميد العديد من مشاريعها أو إلغائها, ( وبتصوري سيعاني العراق أسوء الظروف لتعب اقتصاده أصلا وعدم وجود خطة واضحة للتنمية عموما واستثمار النفط وتطوير الإنتاج خصوصا, فكل شيء تتناهبه الجهات المتنفذة و المتصارعة ذات الآراء و الرؤى المتضاربة بهدف حصولها على أكبر نفع شخصي لها وحتى على حساب أحزابها أو الجهات التي جلبتها وأجلستها على كراسي الحكم في كثير من الأحيان وبعيدا عن أي منطق وطني أو اقتصادي).
يعتقد المحللون العالميون بأن قرار أوبك الأخير سيساعد في رفع أسعار النفط قليلا , فأن سعر النفط للعقود الآجلة في بورصة نيويورك التجارية ارتفعت بنسبة 36% خلال شهرين الأخيرين لينعكس ذالك على سعره ليصل إلى 63,46 دولار للبرميل الخميس الماضي, حيث يبدو بأن الأمور تسير على الطريق الصحيح للأهداف التي حددتها أوبك, حيث يعتقد وزير النفط السعودي السيد علي النعيمي والتي تعتبر دولته اللاعب الرئيسي في أوبك بأن سعر البرميل يجب أن يرتفع إلى 75-80 دولار مع نهاية عام 2009, ويستند بذلك إلى وجود ازدياد في الطلب على النفط من المستهلكين الآسيويين.
أن انخفاض أسعار النفط أنعكس سلبا على الدول المنتجة للنفط وحد من (بل أوقف) آمالها في التطوير والاستثمار الجديد للتنقيب على النفط وتطوير الإنتاج وسيصب هذا في مصلحة الشركات النفطية العالمية العملاقة في العالم للحصول على عقود جديدة لها في تلك البلدان وبأبخس المردودات لتلك البلدان بحجة استثمارها في ظروف بالغة الخطورة والمجازفة!
كذلك فأن ارتفاع أسعار المنتجات النفطية من بانزين وديزل وخلافة سيقع على كاهل المستهلك ورفاهيته حيث ستجني الحكومات والشركات النفطية العملاقة أرباحا خيالية , والمتأتي من الفرق الهائل بين سعر شراء الخام وسعر المنتج المباع.

وفي كل الأحوال فأن الرابح الأكبر هي تلك الشركات النفطية العالمية العملاقة و المضاربين في أسواق البورصة والذين يمثلون بالقطط السمينة, والخاسرون هم مواطنو البلدان المنتجة للنفط و مستهلكو التجزئة في عموم العالم.
مهند الشيخلي .... muhannad alsheikhly
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق